الأحد، 1 فبراير 2009

GAZA كل الإحترام لك أردوغان

الكاتب: خيري منصور.

 

منذ بداية العدوان على غزة، كان اردوغان ولا يزال هو الأعلى صوتا في الادانة والتجريم، رغم ان كل ما صدر عنه كان بالتركية الفُصحى، وليس بهذه الأبجدية التي اصابها الاعياء وشحبت رغم بلاغة امبراطوريتها حتى اوشكت على الصّمت .

توج اردوغان مواقفه ضد اسرائيل بانسحابه من دافوس لأن شمعون بيريز الذي حاول ان يبتلع حصته في الكلام بمعونة من كان يدير الحوار هو قاتل ومجرم حرب.

اردوغان ليس من يمثل الباب العالي في الآستانة اليوم، وليس كما قال زعيم حزب أو ذا صفة خاصة، انه رئيس وزراء جمهورية احست بالاهانة لهذا انسحب وكانت تركيا في استقباله في المطار بتلك الصفة التي اقترحها لنفسه وهي كونه رئيس حكومة البلاد بمعزل عن أي تصنيف حزبي أو بيروقراطي أو ايديولوجي.

لقد ادخلت تركيا عام 1951 في حلف الاطلسي بموجب مادة استثنائية هي المادة السادسة من قوانين الحلف، وقيل يومها أنها ستوفر دماء آلاف الشبان الامريكيين اذا اشتعلت الحرب وكفت عن برودتها، لكن الزمان يتبدل، ولكل زمان دولة ورجال كما يقال، لهذا أناب اردوغان نفسه ان الناطقين بالعربية وقال ما قاله في العديد من المناسبات عن اسرائيل وعدوانها وصلفها العسكري واستخفافها بالعالم وانتهاكها لحقوق الانسان.

استقبال اردوغان على هذا النحو ليس مسبوقا الا في حالات بالغة الاستثنائية، منها مثلا عودة الجنرال ديغول الى باريس، فالشعوب تستشعر كبرياءها القومي في مناسبات قد تبدو للآخرين من الاكثر تسامحا مع كرامتهم عادية، ولا تستأهل مثل هذا العناء لقد قال مراسلو الفضائيات من تركيا ان وصولهم الى المطار استغرق عدة ساعات بسبب الزحام، وهذا بحدّ ذاته استفتاء سياسي وشعبي لموقف الرأي العام في تركيا من اسرائيل، حليف الأمس وعدو اليوم، وقد يرى بعض المراقبين من ذوي الدم البارد ان تركيا يئست من الدخول الى النادي الاوروبي، فلاذت باحتياطيها ايديولوجيا وثقافيا واقليميا، لكن اختزال المواقف على هذ النحو يحرم اصحابها من حق الاحترام الذي يستحقونه، ان اردوغان بن قحطان ينوب الآن عن العرب العاربة والمستعربة والبائدة ايضا ليقول للغولة الاسرائيلية ان عينها حمراء، وان مخالبها تقطر دما من اطفال فلسطين ونسائها.

ومن حق المحللين الاستراتيجيين شرط ان لا يكونوا من فقهاء الهزائم المتقاعدين أن يحللوا موقف اردوغان كما يشاؤون، وان يروا فيه بحثا عن دور تركي في ثالوث القوى الشرق أوسطي، لكن من حق العرب البسطاء والذين لم يفسد الدولار واليورو والين فطرتهم بعد ان يقارنوا وان يعيدوا النظر في ثنائية العرب والعجم، ما دامت التضاريس الجديدة للسياسة ليست امتدادا للأمس.

الدرس الذي قدمه اردوغان هو باختصار ان الشعوب التي تثق بمواقف زعمائها قادرة على حمايتهم والدفاع عنهم، واخيرا تستقبلهم كأبطال بالاعلام والمناديل الملونة.

شمعون بيريز الذي اقترن اسمه الى القيامة بمجزرة قانا ومعظم مستوطنات القدس وما حولها غالبا ما يتقمص دور الحكماء وهو يربط اللحظة الراهنة بالتاريخ لكنه يفعل ذلك على نحو معكوس، ويريد للتاريخ كله ان يغير جلده ودمه ايضا كي يتناغم مع هذه اللحظة الطارئة والدولة الطارئة والخطأ الكولونيالي الكبير.

ان من حق قحطان ان يختار أحفاده وثمة عرب كثيرون استأصلوا مرارة عروبتهم منذ زمن ومنهم من استأصل القلب،،

التاريخ : 01-02-2009
عن الدســـتور.




Get your new Email address!
Grab the Email name you've always wanted before someone else does! __._,_.___

[SFI 000123] Group..
for more information
moatezd@hotmail.com
+ 972 599 892592




Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق