|
( أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة ) السلطان عبد الحميد الثاني أستانبول 1901م |
دعـــوة عامـــة |
تتشرف أسرة مسجد الرحمة بدعوتكم لحضور اللقاء الدعوي مع حفيد السلطان عبد الحميد الثاني |
الصحفي التـركي : آدم أوزكاسا |
وذلك يوم الأحد الموافق 1 مارس 2009 , بعد صلاة العشاء مباشرة .. |
لمن يريد التعرف على الصحفي التركي المجاهد : آدم أوزكاسا فليقرأ التقرير التالي رغم مجزرة غزة، وآلاف الشهداء والجرحى والدمار الكبير الذي حل في أركان قطاع غزة إلا أن ذلك لم يخف الأخلاق الكريمة والمعاملة الطيبة والابتسامة التي وجدها الصحفي التركي آدم أوزكوس على ملامح سكان القطاع، ما غيّر الكثير مما دار في ذهنه أثناء رحلته الشاقة من تركيا مرورا بمعبر رفح إلى قطاع غزة، حيث كان يعتقد أن غزة عبارة عن ركام وبكاء... إلا أنه فوجئ بعكس ذلك تماماً فوجد اهالي غزة يبتسمون رغم الألم المحيط بهم مما جعله يصر على البقاء بينهم والعودة إلى مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية...صحيفة رحبت بضيفها التركي واستمعت منه عن انطباعاته عن زيارته لغزة : "غزي سفي يورم.." هذه كلمات تركية كثيرا ما كان يرددها الصحفي آدم تارة باللغة التركية وتارة باللغة العربية، فكانت تحمل معنى "أنا أحب غزة". ورغم أنه يحب بلده تركيا كثيراً إلا أنه كثيرا ما كان يفتخر بوجوده في غزة، ويقول: "أنا غزي في وطني، فحينما أمشي في شوارع غزة اشعر كأنني أمشي في شوارع اسطنبول، فغزة تحمل رائحة وطني". وقال :" لقد تعلمت منذ صغري من والدي احب فلسطين حيث كان يقول لي يجب أن تحب الشعوب الأخرى وأن تحترمها وخاصة فلسطين، فشعب تركيا يحب شعب فلسطين".وأوضح بابتسامة مشرقة على ملامحه الشابة :"كنت كثيرا ما أحاول السفر إلى غزة أثناء الحرب إلا أنني لم استطع الحصول على تأشيرة للمرور بمصر والسفر لغزة عبر معبر رفح"، وتابع:" وبعد أن حصلت عليها شعرت بسعادة كبيرة، وأخذت أقول سوف أذهب إلى غزة..سوف أذهب إلى غزة". وذكر أنه خلال رحلته إلى غزة كان يدور في ذهنه أن غزة عبارة عن ركام ولا يوجد فيها شيء جميل، وأهلها ناس يبكون على ما فقدوه من أحبتهم وبيوتهم، حيث الدماء والشهداء، لكن بمجرد العبور إلى رفح الفلسطينية وجد كل شيء على عكس ما كان يتوقع حيث استقبله سكان غزة بالابتسامة الجميلة والسلام الحار الذي زاد من محبته لغزة. وأضاف:" أهل غزة كرماء فرغم الحصار وحاجتهم إلى النقود إلا أنهم بمجرد أن يعرفوا أنني من تركيا لا يقبلون أخذ النقود مني ويقولون لي:" أنت حفيد عبد الحميد الثاني". وبين أنه حينما يتجول في شوارع قطاع غزة لا يشعر بالغربة بل إنه يشعر بأنه في وطنه فيرى في شوارع غزة كأنها شوارع اسطنبول من حيث شعوره بالأمان وشعوره بأنه بالوطن وليس غريبا. وتابع:" فحينما يتصل صديقي من تركيا يقول لي لقد تركت تركيا من أجل غزة فكنت أقول له غزة وطني مثل تركيا فلا يوجد فرق كما أن الحدود الحالية هي حدود مصطنعة وضعها الاحتلال فأنا لا أحب الحدود". واستكمل حديثه بعد أن أخذ نفساً عميقاً " لقد سافرت لأكثر من 15 دولة، ومع ذلك لم أشعر بمثل محبة وطيبة أهل غزة فأنا أشعر أنهم أهلي، فشعب تركيا وغزة لديهم الكثير من الثقافات المتشابهة حيث إنني أجد كل شيء في غزة طيب حتى الفلفل الحار في طعامهم له طعم طيب". طفل بائع المحارم وضحك حينما تذكر كلمات زوجته راضية حينما اتصل بها وهو في غزة فسألته هل يوجد طعام في غزة؟؟ فكانوا سعداء حينما كنت أجيبهم أنني بخير في غزة وأحب أهلها، ولفت إلى أن والدته تخشى عليه من السفر خاصة أنه يعمل مراسلا حربيا لمجلة "حياة الحقيقة" التركية، وأنه الابن الوحيد بين 7 شقيقات مما يزيد القلق عليه إلا أنها حينما علمت بأنه سوف يذهب إلى غزة كانت سعيدة وكان يخبرها إذا استشهد في غزة بأن تقول:" الحمد لله". وذكر ان زوجته ووالدته تؤمنان أنه على الرجال الدفاع عن فلسطين، ففلسطين ليست وطنا لهم فحسب بل هي أرض إسلامية لابد من الدفاع عنها. واستذكر ما قال له صديقه التركي برش حينما كان يجمع تبرعات لمساعدة قطاع غزة فكان كل يوم يأتي طفل عمره سبع سنوات ويدفع قليل من المال، فسأله لماذا تدفع كل يوم مال؟، فأجابه الطفل التركي " كل يوم اذهب لبيع المحارم وما أحصل عليه من نقود ارغب في تقديمه لمساعدة قطاع غزة حيث إنني شاهدت كيف يقتل اليهود أطفال غزة، لذلك أريد أن أرسل لهم نقودا لمساعدتهم". وأردف قائلاً:" إذا كان هذا تفكير الطفل في تركيا فكيف إذا تفكير الأتراك؟ فهم يحبون أهل غزة وكثيرا ما كنا نتمنى في الحرب أن ينتقل سكان غزة إلى تركيا ونحن نأتي بدلاً عنهم وتسقط علينا الصواريخ، ونكون شهداء". ولفت إلى أنه قد تعلم الكثير من سكان غزة فكان حينما يزور عائلة شهيد يجدهم يستقبلونه بالابتسامة فكان يقول لهم لماذا لا تبكون؟؟! فكانت الإجابة بأن أحبتنا شهداء ولهم الجنة بإذن الله تعالى، هذه الإجابة جعلت آدم يشعر بأنه بحاجة إلى تجديد إيمانه ليكون مثل أهل غزة رغم أنه يحفظ القرآن الكريم. وقال بكلمات تؤكد رغبته البقاء في غزة:" هذا الأمر جعلني أرغب بالعيش في غزة وأن أربي طفلتي فاطمة مثلهم وأنجب طفل أتمنى أن يولد في غزة واسميه أحمد ياسين"، وأوضح أن ما حدث ويحدث في غزة انهض الكثير من الأمور لدى الشباب في تركيا وغيرها حيث أن بعضهم كان لا يصلي فأصبح يصلي واختلفت لديهم الكثير من سلوكيات وإعادة التفكير بشكل جيد بالحياة. وأكد على أن كرم أهل غزة وقلوبهم الطيبة جعلته يرغب بشدة في الاستقرار فيها وأن يحضر عائلته إلى غزة ويعيش كما يعيش أهل غزة، وعبر عن صدق نيته بالتسجيل في الجامعة الإسلامية لدراسة اللغة العربية من أجل أن يفهم القرآن الكريم ويعمل به، رغم أنه قد تخرج من قسم الصحافة والإعلام في جامعة مرمرة في تركيا. وذكر أن سكان غزة لهم إنسانية حارة حيث أنهم يحبون الضيوف ويحترمونهم رغم بساطتهم فحينما كان يسافر كان يشعر بالغربة لكنه في غزة لا يشعر بأنه بعيد عن وطنه بل إنه في وطنه. مراسل حربي ونتيجة عمله مراسلا حربيا هذا الأمر جعله يتنقل بين الدول التي تعاني من الحروب سواء في العراق أو أفغانستان، أو كشمير، أو لبنان وغيرها الكثير التي شهدت أرضها حروبا، ورغم تشابهها في غزة إلا أنه وجد غزة تختلف عن الدول الاخرى حيث أن أهل غزة يحبون الشهادة في سبيل الله تعالى. وحول سبب رغبته بالقدوم إلى غزة والرغبة في البقاء فيها، قال:" في تركيا أغلب وسائل الإعلام تابعة لأشخاص هم قريبون من سياسة الاحتلال الإسرائيلي مما يجعلهم يزورون الحقائق، مما جعلني ذلك ارغب بشكل كبير في إظهار الحقائق من خلال إعداد التقارير والقصص الإنسانية". وعبر عن سعادته في غزة رغم اشتياقه لأهله في تركيا وخاصة لطفلته فاطمة (8 شهور) حينما تبلغه زوجته عبر الهاتف بأنها بدأت تكبر وتتحرك مما يزيد شوقه لطفلته فتمنى أن يأتي أهله إلى غزة ويربي طفلته مثل أطفال غزة. وقال ضاحكاً :" لقد أصبحت غزيا، وما هي إلا أيام قليلة وسوف أتعرف على كل شيء في غزة لأكون مثلهم غزيا 100% فقد تعلمت كلمات غزية مثل أخوكم بالله، الله يعطيك العافية ، استنه شوية ، جوه ، بره... ". القدس حلمي وحمل في كلماته التي خرجت من قلبه شوقه وحنينه إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، قائلا "أتمنى الصلاة في المسجد الأقصى لكن ليس والاحتلال في داخلها إنما حينما يرحل الاحتلال ويتم تحريرها، ورغم أنني استطيع الآن الذهاب إلى مدينة القدس لكن سيتم الختم على جواز السفر بختم الاحتلال وأنا لا أرغب بذلك". وحول المواقف التي لا زالت عالقة في ذهنه، قال :" حينما زرت عوائل الشهداء جلب لي قريب احد الشهداء كرتونة عليها بقع دم شهيد فأخذتها واشتمت أنفاسي رائحة الدم فوجدته كرائحة مسك طيبة رائحة جميلة جدا". والموقف الآخر الذي دعم رغبته بالبقاء في غزة تابع بالقول:" بأنني رأيت رجلا إيطاليا يقول أريد أن استشهد في غزة فسيكون ذلك شرفا لي رغم أنه غير مسلم فكيف أنا المسلم ؟؟". بينما الموقف الثالث الذي أصابه الحزن حينما كان يخرج في شوارع غزة كان يحب حمل الكاميرا ليصور بها ما حوله، فوجد مجموعة من الأطفال فرغب بتصويرهم، وما إن رأت طفلة تقارب بالعمر 4 سنوات الكاميرا حتى وضعت أصابعها في آذانها وأخذت تركض وتصرخ أمي..أمي، فكانت تظن أنه سلاح وليس كاميرا. ولفت أنه رغم الدمار في غزة إلا أنها جميلة جداً مما جعله يرغب في تأليف كتاب عن قطاع غزة من الوجه الآخر الوجه الجمالي لغزة وعن ثقافتها وعاداتها وتقاليدها. وقبل أن يختم كلماته في ضيافة صحيفة علق بكلمات جميلة عن الصحيفة حيث قال: "صحيفة القدس اسمها جميل يحمل اسم مدينة القدس التي نحبها" |
Get news, entertainment and everything you care about at Live.com. Check it out!
__._,_.___
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق