الأحد، 15 فبراير 2009

GAZA حوارٌ ثم صلحٌ ثم انتخابات؟ ما هذه إلا ترهات


 
 
حوارٌ ثم صلحٌ ثم انتخابات؟ ما هذه إلا ترهات!

حماس مؤمنة والمؤمن كيس فطن والفطن لا ولن يجرب المجرب. جربنا الانتخابات في الماضي ورفضت فتح تسليم السلطة؛ فلماذا ستسلمها الآن لو فزنا؟ لماذا لن تسرق السكر والشاي والكراسي والكراريس والملفات من المكاتب كما فعلت في المرة الماضية؟ ومن عنده ضمانات أنها لن تشرع في حرب "خمسة بلدي" جديدة؟ من هذا الذي يقول أن فتح 2009 هي غير فتح 2006 (إن لم تكن أسوأ بكثير)؟ وهل فتح سوف لن تشارك في حصار الشعب الفلسطيني كما فعلت في المرة التي فاتت - مع أمريكا والكيان والنظام الرسمي العربي - لإجبار الأغلبية على قبول شروط الرباعية والتنازل عن الثوابت إن "أخطأت" الأغلبية في اختيارها؟

في المرة الماضية وعند أول مواجهة بيننا وبين الصهاينة - وأتصور أن احتمالية وقوع مواجهة جديدة كهذه ستبقى عالية ما بقي الاحتلال - قام الكيان الصهيوني بخطف وحبس أكثر عناصر كتلة حماس النيابية في الضفة؛ فما قيمة تنظيم انتخابات جديدة هناك؟ هل برزت قيادات إسلامية جديدة تحتاج إجازة في السجن وأذناب دايتون وجيش الاحتلال لا يبدون اهتمامًا كافيًا؟ لا أتصور أن الحصول على النيابة هو شرط أساسي للنزول في المعتقلات الصهيونية (والله العظيم ليست النيابة شرطًا لذلك!).

ثم إن كوادر حماس في الضفة تعرضت لشتى صنوف وألوان القمع والملاحقة والتضييق: لا يبدأ هذا من طردهم من الوظائف العامة - حتى من وظيفة "آذن مدرسة" - ولا ينتهي عند تخريب وتدمير مؤسسات الحركة أو مؤسساتهم الخاصة كأفراد؛ وقطعًا ليس اعتقال المئات من عناصر الحركة وضربهم وتعذيبهم بشكل وحشي وهمجي من أجل عيني "دايتون" أسوأ ما في هذه السيرة المأساوية؛ لأن هناك ما هو أشد من ضرب الرجال؛ ألا وهو ضرب النساء - كما حصل مع عددٍ ممن خرجن في مسيرات الحركة في الخليل وغير مكان في الضفة. وأسوأ من ضرب الرجال والنساء قتل بعض الشهداء في المعتقلات أَنَّهم يقولون ربِّيَ الله؛ ويرفضون أن يعتنقوا عقيدة الاستخذاء والتنسيق الأمني. فكيف يمكن بحركة هذا هو حال كوادرها أن تستفتي القواعد الانتخابية؛ وأن تفرز قائمة مرشحيها؛ وأن تنظم حملة انتخابية؛ وأن يكون لها كوادر قادرون كما ونوعا على مراقبة صناديق الاقتراع؟ بل هَبْ أن فتح قررت إطلاق كل من اعتقلتهم من حماس "لمخالفتهم القانون" - أي لقيامهم بمفارقة طباع وسلوك العملاء تصريحًا أو تلميحًا - وهب أن كل أشكال الحظر على مؤسسات وفعاليات الحركة قد رفعت؛ فبأي "عين قوية" ستستطيع كوادر حماس أن ترد يد "بلطجي" يعبث بصناديق الاقتراع؛ وهي التي كانت تتلقى الضربات والجلدات منها حتى الأمس؟ ألن نحتاج عامًا أو اثنين للبناء واستعادة الثقة؟

فتح تحتاج انتخابات تزورها بشكل غير مباشر - عن طريق ما هو حاصل من ارهاب للخصوم قادةً وقواعد - وبشكلٍ مباشرٍ أيضًا من خلال العبث بالصناديق ومنع الخصوم من الترشح والاقتراع سواءً بقمعهم أو بالطلب إلى الصهاينة أن يفعلوا. فتح بحاجة لانتخابات كهذه حتى تحصل على شرعية لا تمتلكها. ولا شك أن الحركة تشعر بسخافة صورتها وهي تستند إلى شرعية "سيرك" اسمه المجلس الوطني أو المركزي؛ وآخر أعضاء هذا النادي "السبعيني" قد تم اختياره - وليس انتخابه - من أيام الكنعانيين (أو من أيام اكتشاف أهمية الكزبرة بالنسبة للفلافل). فتح يا سادة لطالما صدعت رؤوسنا بخطب وبيانات وتصريحات عن "المشروع الوطني" و"الممثل الشرعي والوحيد" و"المصلحة الوطنية العليا" التي ترعاها هي وحدها وبناءً على "لا شرعيةٍ" كهذه؛ فكيف سيفعل هذا الفصيل لو حصل فعلاً على أغلبية نيابية جديدة طازجة سيأخذها في الضفة - بسبب الوضع القائم - بشكل مؤكد؟ لا شك أن أحد أبناء الجيل رقم 500 من أحفاد عزام الأحمد في العصر الجليدي القادم سيخرج مطالبًا بعرش الزعامة في فلسطين احترامًا لنتائج الانتخابات التي جرت قبل اثنتي عشرة ألف سنة (وسيجد حينها هو أيضًا أن القانون الأساسي يدعم حججه حرفًا حرفًا)

فمن هذا الإسلامي أو الوطني أو الفلسطيني الشريف الذي يريد أن يمنح هؤلاء قبلة الحياة؟ من هذا الذي يريد أن يقفز على "فتح تذبل" و"لقد دخلنا عصر حماس" - كما قال أحد آخر قادة فتح "الشرفاء" - ويريد أن يقدم لفياض والطيب وعبدربه - خيرة "بيريز" لهذا الشعب وكما قال عنه في "دافوس" أمام أردوغان - وباقي "شلة" المقاطعة فرصة للعودة كواجهة فلسطينية وطنية؟ وبتوقيعٍ وإقرارٍ من حماس حين تشارك في انتخاباتٍ نتائجها محسومةٌ سلفًا لصالح هذا التيار المفرط والبياع؟ لماذا نعطي هؤلاء فرصة للظهور بعد السقوط المخزي الذي سقطوه حين سكتوا على مذبحة غزة ومنعوا مع النظام الرسمي العربي نجدة القطاع؟ (هذا قبل أن يتبين لاحقًا أنهم شاركوا في الهجوم الصهيوني من خلال عناصرهم العملاء على الأرض)

لو كانت فلسطين دولة مستقلة لوجب منع قادة سلطة رام الله من ممارسة العمل السياسي ولوجب تقديمهم لمحكمة عليا تحرمهم من حقوقهم الدستورية بسبب ما قاموا به من خيانة عظمى (بل خيانات عظماوات)؛ وحريٌّ بحماس أن تضع ذلك نصب عينيها وأن لا تفكر بمنح الفرصة تلو الفرصة لأوغاد لا زالوا مجندين لاستهداف كل عنصر وكل قائد في حماس وكل فصيل فلسطيني غير صهيوني!

وبدلاً من تضييع الوقت في بناء قصور الرمل في ضفةٍ خاضعةٍ للاحتلال؛ يجب أن نساعد في دفن حركة فتح وتعجيل وصولها لمثواها الأخير بدلاً من تركها تتعفن في الهواء الطلق فتزكم الأنوف بخيانتها وعمالتها؛ وتصدر في الوقت نفسه ضجيجًا عاليًا بخصوص شرعيتها وتزعمها للمشروع الوطني الفلسطيني.

وإلى جانب مساعدة فتح وكل التيار العميل على تنفيذ النقلة الأخيرة التي يستحقونها في لعبة التاريخ - من خلال تركهم لمصيرهم وعدم مد يد الإنقاذ لهم - يجب أن نساعد الصهاينة على الفرار من الضفة دون قيد أو شرط؛ فنكرس كل ما لدينا من وقت ومال وسياسة وجهود وفكر نعده للعمل السياسي في الضفة (وغيره من الأنشطة) - نكرس كل ذلك من أجل المقاومة وإطلاق الانتفاضة الثالثة من عين هذه الضفة.. إنه خصوصًا بين يدي الحرب الشعواء على غزة فإن هناك نخبةً في الجمهور الضفوي قد أصبحت جاهزة ولا شك لالتقاط الإشارة وحمل الراية وفرز "يحيى عياش" الجديد؛ وبدأ حملة الانتقام والتعبأة والحشد على غرار هجمات الانتقام لمذبحة الحرم الابراهيمي وحملة الانتقام المقدس لدم عياش والانتفاضة الثانية. وليس مهمًّا في هذا السياق لو مرت سنةٌ أو اثنتان أو ثلاثة قبل أن تنضج الأمور - شريطة أن نبدأ الإعداد فورًا - لأن معركتنا مع الصهاينة مفتوحة وطويلة ولا تقاس بالدقائق والثواني. ويمكن في هذه الأثناء كسب الوقت لغزة لتعيد البناء وتعيد الحشد وتبني مجتمعها العصامي وترمم قوتها المقاتلة وتعززها كثيرًا جدًّا؛ وبعد أن ارتفع سقف قوة النار في الحروب مع الصهاينة كثيرًا جدًّا. ولعل الحديث في الجانب الغزي يكون له موقف آخر غير هذا فإلى لقاء قريبٍ بإذن الله...



__._,_.___


[SFI 000123] Group..
for more information
moatezd@hotmail.com
+ 972 599 892592




Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق