منذ مدة شاهدت على قناة الجزيرة مباشر مؤتمرا حول تغطية الجزيرة الإخبارية لأحداث غزة،، كان ضيوف المؤتمر مدير قناة الجزيرة ومراسل الجزيرة الانجليزية من غزة
مع عدد كبير من الحضور يضم صحفيين عرب وأجانب
كانت معظم أسئلة الصحفيين الأجانب تنصب حول اتباع الجزيرة لسياسة الانحياز لأهل غزة وهذا يتنافى مع مهمة الإعلام _الموضوعية_ حسب وجهة نظرهم
فكانت إجابة مدير الجزيرة بسؤال: كيف يمكن أن يكون موضوعيا وهو يعرض حالات آلاف الجرحى الذين يموتون أمام الكاميرا في غزة، بينما لا يوجد في الجنود الصهاينة إلا عدد قليل من الجرحى ولا تشكل حالات إصاباتهم حدثا يمكن مقارنته بما حدث في غزة
إضافة إلى منع مراسلي الجزيرة في فلسطين المحتلة من أداء مهمتهم ومضايقتهم من قبل الصهاينة
أضاف قائلا بأن أمريكا والدول الغربية لم تكن يوما موضوعية في نقل الأخبار في حروبها المختلفة
في نهاية المؤتمر ختم المدير بقوله
ثلاث صور لا تغيب عن ذاكرتي ولا يمكن لأحد إلا أن يكون منحازا إذا رآها"
الصورة الأولى لطفل صغير فقد نظره في العدوان الغاشم وهو بعد أن يحكي قصته يقول للكاميرا شكرا
الصورة الثانية لطفلة فقدت ساقيها وهي تلعب على سطح المنزل وتريد أن تكون صحفية
وهي ستكون صحفية وسأتولى تدريبها وستعمل معنا في الجزيرة بإذن الله
ثم لطفلة فقدت كل أفراد أسرتها وعندما اخذتها المراسلة هبة عكيلة إلى بيتها الذي هدم وجدت قطتها
..
فحملتها وابتسمت
"فهل يمكن أن نكون محايدين تجاه هؤلاء!؟
هكذا أنهى مدير الجزيرة كلامه ،، وغاب صوته وصت تصفيق الجمهور..لكن صورة الطفلة دلال لم تغب من بالي
لم تكن ابتسامتها نهاية مشهد تمثيلي أو فيلم سينمائي
كانت الابتسامة نهاية مأساة أرقت الملايين في أنحاء العالم
نهاية مأساة وبداية لبزوغ فجر جديد
إنهم جيل النصر .. جيل التفاؤل والأمل والحرية
قبل عدة سنين قرأت قصة التابعي عروة بن الزبير رضي الله عنه مر عروة بظروف صعبة وبترت ساقه فقال الحمد لله أخذ واحدة وأبقى لي الساق الأخرى ثم توفي ابنه فقال الحمد لله أخذ واحدا وأبقى لي ثلاثة آخرين
فجزمتُ أنه لا يمكن أن يتكرر صبر كهذا في زمان آخر..
لكن كانت الإجابة العملية ممن فقدت خمسة من بناتها في حرب غزة وقالت الحمد لك يارب أخذت خمسة وأبقيت لي أربعة
أما المرأة الأخرى فعادت إلى بيتها ووجدته مهدما فقالت: الحمد لله
"عندما رأيت بيتي مهدما صرت أبكي من الفرح ، و قلت يارب تبدلني بدل كل حجر من هذا البيت حجرا في الجنة.. الحمد لله الحمد لله"
...هي ذي قصصهم
قدّر الله أن تخرج القطة من بين الأنقاض لترسم البسمة على شفتي طفلة صغيرة
لتعلن للكون أنه من شدة الظلم يسطع الأمل
فسبحان من قال: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
لنتذكر جميعا ألمانيا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية بهزيمة ساحقة
ولكن أهلها اتخذوا شعار: ازرع الأمل قبل زرع القمح
بعملهم المتواصل أصبحت ألمانيا من أكبر الدول الصناعية الآن
أما اليابان ،، كانت الضربة القاضية عليها بالقنبلتين النوويتين
مخلفة آلاف الجرحى والقتلى
هل استسلمت اليابان وقالت هزمنا؟؟
أصبحت الآن بعد بضع سنين فقط المنافس الأول للولايات المتحدة الأمريكية بالصناعات والتقدم العلمي والتكنولوجي
بالعلم،، بالعمل،،باحترام وجهات النظر المختلفة،،بالتكاتف،،بالتآزر،،باستغلال الإمكانات المحدودة المتاحة،،بالإيمان
لن تخرج غزة من بين الأنقاض فقط وإنما ستسود العالم
بإذن الله
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (5) سورة القصص )
قـال السمـاء كئيبـة ! وتجهـمـا .....قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: العدى حولي علـت صيحاتهـم.... أَأُسر و الأعداء حولي في الحمـى ؟
قلت: ابتسم, لـم يطلبـوك بذمهـم لو... لم تكن منهم أجـل و أعظمـا !
قـال: الليالـي جرعتنـي علقـمـا .....قلت: ابتسم و لئن جرعـت العلقمـا
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى.... متلاطم, و لـذا نحـب الأنجمـا !
((للشاعر إيليا أبو ماضي))
تحياتي
هدى سامر غضبان
--
ٍSFI000123 Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/
__._,_.___
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق