تقارير استراتيجية في عواصم الاعتدال: الدوائر الغربية تبحث عن 'بديل لعباس' بسبب خصوماته الداخلية وفشله في احتواء حماس
بسام البدارين – القدس العربي 19/05/2009
عمان ـ 'القدس العربي' تعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاسابيع القليلة الماضية لحملة 'تقييم شرسة' في مستويات القرار والمتابعة على مستوى العواصم العربية المعتدلة والاتصالات التنسيقية التي تجري بينها وبين دوائر امريكية او اوروبية مهتمة بالشأن الفلسطيني.
واتخذت هذه الحملة اكثر من اتجاه في الآونة الاخيرة حيث برزت قرائن جديدة على ضعف واحيانا انهيار جبهة الرئيس عباس بالنسبة لمستويات التقييم الغربية الفاعلة.
ويتم حاليا رصد الخلافات المتصاعدة والجدية بين عباس واركان المطبخ القيادي في حركة فتح، وهي خلافات ساهمت فيما يبدو بتفعيل عملية التقييم التي يتعرض لها عباس الذي ابلغ عواصم عربية مؤخرا بأنه لن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة اذا لم يعطه الامريكيون والاسرائيليون شيئا محددا يستطيع المناورة به امام خصومه في المعادلة الفتحاوية والوطنية، مشيرا الى انه سيطرح الامر بوضوح على القيادة الامريكية.
وفي السياق، نوقشت في العاصمة الاردنية عمان خلف الاضواء تقارير ذات طبيعة استراتيجية تتحدث عن نقاط ايجابية في مسيرة الرئيس عباس مؤخرا، وعن اخرى سلبية وكان بين الايجابية نجاحه 'الأمني' في ضبط ايقاع الضفة الغربية خلال العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة.
وعلى رأس السلبيات برزت في التقرير الاردني نقطة تتحدث عن تآكل مؤسسات الادارة في سلطة عباس وعن تقدم شعبي يحققه سلام فياض في مواجهة الرئيس، كما برزت نقطة اخرى تتحدث عن فشله الكبير في احتواء حركة حماس، كما التزم امام الادارة الامريكية الجمهورية السابقة عندما تعهد بتطويع حماس وادماجها قبيل انتخابات التشريعي التي فجرت الخلاف بين فتح وحماس.
ونقل معدو التقرير عن اوساط اسرائيلية القول بأن عباس لم يستطع بناء رصيد تاريخي في صفوف الشعب الفلسطيني يؤهله لإبرام اي اتفاقيات تتضمن تنازلات مهمة لإنجاح عملية السلام.
وبشكل عام تأخذ عمان على عباس اعتماده المبالغ فيه على المؤسسة الامنية المصرية في التنسيق والتواصل، وتقديمه معلومات وتقديرات خاطئة بين الحين والآخر للاردن، الامر الذي الحق ضررا بالغا في الخطاب الاردني التحالفي معه.
ويعتقد على نطاق واسع في صفوف نشطاء فلسطينيين قريبين من دوائر غربية بأن معركة عباس الاخيرة العلنية مع جميع مؤسسات حركة فتح الحقت ضررا مهما بصورته عند السفارات الغربية في اسرائيل والمنطقة خصوصا، حيث خاض عباس مواجهات علنية مع المجلس الثوري لحركة فتح ولجنتها المركزية وكتلتها في التشريعي وشركاء مهمين له من اقطاب الحركة، بينهم احمد قريع (ابو العلاء)، كما اغضب عباس كثيرين في الحركة عندما حل بقرار منفرد اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الحركي والغى تمويلها المالي في عمان مما اظهره في مستوى سياسي غير قادر على ضبط ايقاع الحركة والسيطرة عليها وبالتالي الفشل المتوقع في اقناع الحركة بتبني مقررات الرباعية.
وفي القاهرة اشتكى عباس مؤخرا من تباعد المؤسسة السياسية المصرية معه واتهم اطرافا في الحكم المصري بإحراجه عبر التراجع عن وعد سابق له بتمكينه من عقد المؤتمر الحركي في مصر.
ويعتبر مراقبون لتطورات الحركة السياسية لعباس بأن امتناع عمان والقاهرة عن تأمين مساعدة له لاستضافة المؤتمر الحركي الفتحاوي مؤشر اضافي على ان مكانته حتى بين دول معسكر الاعتدال ضعفت. وفي رام الله والمدن الفلسطينية تعاظمت مؤخرا اللقاءات الاوروبية والغربية على مستوى كبار الزوار والدبلوماسيين في المنطقة مع الناشط المدني الفلسطيني البارز الدكتور مصطفى البرغوثي، مما اوحى بانه سيتم التعامل معه قريبا 'كخيار بديل'.
لكن مراقبين استبعدوا ان يتم اختيار الرئيس من خارج فتح، واذا تم ذلك فلصالح شخصية مستقلة مثل رجل الاعمال منيب المصري.
ويبدو ان مؤشرات برزت مؤخرا تعزز القناعة بأن خيارات 'البحث عن بديل لعباس' اصبحت مطروحة، فالتقارير الاستراتيجية والامنية التي يتم تبادلها في عواصم الاعتدال مع دول غربية تنطوي على اشارات قوية بأن خصومات عباس الداخلية المتعاظمة قد تنتهي ـ في حال عدم التدخل - بانتصار ما يسمى بالخط الوطني الفلسطيني الداعي لخطاب الثوابت، وهو خطاب لا يناسب بكل الاحوال لا خطة اوباما للسلام ولا توجهات اوروبا ولا حتى قواعد اللعبة عند المعتدلين العرب.
The Light of Gaza
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/
__._,_.___
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق