|
--
SFI000123 Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/
__._,_.___
لن تخرج غزة من بين الانقاض فحسب...
و انما ستسود العالم باذن الله
|
or for the consequences on any actions taken in reliance thereupon. neither integrity, security nor the constitution to make any offer or acceptance or any obligations under this Email can be guaranteed.
قرية بدون شوارع
--
The Light of Gaza
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/
ما هو الثمن ؟
فهمى هويدى
أول من أمس (الاثنين 25 مايو الجاري) نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية الخبر التالي منسوبا إلى محررها باراك رافيد:
وافقت إسرائيل على سحب اعتراضها على انتخاب السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري مديرا لمنظمة اليونسكو. وكان ذلك ثمرة اتفاق تم بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء اجتماعهما الذي عُقد في شرم الشيخ يوم 11 مايو الجاري.
وفي تقديمه ذكر المراسل أن فاروق حسني الذي يشغل منصب وزير الثقافة بمصر منذ 22 عاما (عُيِّن في عام 1987) قال ذات مرة إنه لو استطاع لأحرق الكتب الإسرائيلية التي عرفت طريقها إلى المكتبات المصرية.
أضاف المراسل أن القرار الإسرائيلي جزء من صفقة سرية تم الاتفاق عليها بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وليس معلوما طبيعة المقابل الذي حصل عليه نتنياهو لتغيير موقف حكومته، لكن مسؤولا كبيرا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح بأن الصفقة تبادلية، وأن مصر ستتجاوب مع القرار باتخاذ خطوات أخرى من جانبها، فيما يعتبر مقابلا جيدا وملموسا. وأضاف أن إسرائيل ما كان لها أن تتخذ هذه الخطوة إلا إذا اطمأنت إلى أن ذلك يحقق مصالحها في نهاية المطاف.
هذا الجزء الأخير تجاهلته بعض الصحف المصرية التي نشرت الخبر، في حين لم تتوقف عنده صحف أخرى، الأمر الذي لا يقلل من أهمية التساؤل عن طبيعة الثمن الذي دفعته مصر في الصفقة، علما بأن المقابل المدفوع سيكون ماديا وملموسا وفي مصلحة إسرائيل، حسب كلام المسؤول الإسرائيلي الكبير، في حين أن القرار الإسرائيلي سياسي وأدبي لا أكثر. فضلا عن أنه لا يشكل ضمانة كافية لفوز الوزير المصري بالمنصب المنشود.
ليست هذه هي الملاحظة الوحيدة على أهميتها، لكن الملاحظة الأخرى التي لا تقل أهمية، والتي لا تخلو من مفارقة، أن إسرائيل لم تنس جملة قالها السيد فاروق حسني أثناء مناقشة برلمانية، ثم كفّر عنها بعد ذلك بدعوة الموسيقار الإسرائيلي دانيال بارينبوم لتقديم حفل في دار الأوبرا المصرية، دُعي إليه أغلب رموز الثقافة في مصر، الأمر الذي بدا كأنه اعتذار ومصالحة جماعية، ليس من الوزير فحسب، ولكن من أغلب المثقفين الرافضين للتطبيع مع إسرائيل.
المفارقة أن السيد نتنياهو حين جاء إلى شرم الشيخ، وعقد الصفقة التي «صفح» فيها عن السيد فاروق حسني، اصطحب معه بنيامين أليعازر، وزير الصناعة في حكومته، الذي قدمه إلى الرئيس باعتباره «صديقا قديما». وهذا «الصديق القديم» كان قائدا لوحدة «شكيد» الإسرائيلية التي قتلت 250 جنديا من وحدة كوماندوز مصرية في عام 1967. وقد تم تحقيق هذه الجريمة في فيلم وثائقي باسم «روح اشكيد» بثه التلفزيون الإسرائيلي في مارس عام 2007، وتضمن بعض مشاهد إطلاق النار على الجنود المصريين في العريش خلال حرب يونيو. وكان لبث الفيلم صداه الذي أغضب المصريين وأحرج الحكومة آنذاك، فقدمت ست دعاوى قضائية «لم يعرف مصيرها» ضد بن أليعازر بوصفه قائدا لوحدة قتل الجنود المصريين، في حين ألغيت زيارة لمصر كان مقررا أن يقوم بها باعتباره وزيرا في حكومة أولمرت. وقرأنا أن وزير خارجية مصر بعث برسالة «شديدة اللهجة» إلى وزيرة خارجية إسرائيل، ثم طويت صفحة الرجل بعد ذلك، وسكتت مصر عن جريمته ثم استقبلته بعد ذلك كصديق!
ينتابني شعور بالخزي والعار حين أجد أننا أغلقنا ملف قتل الأسرى المصريين ونسيناه، ثم استقبلنا أحد كبار القَتَلة بعد ذلك ضمن وفد عقد في شرم الشيخ صفقة لمسامحة وزير الثقافة على بضع كلمات قالها بحق الكتب الإسرائيلية.
هل يُعقل أن يصبح طموح الوزير أغلى وأعز من دماء 250 جنديا مصريا؟..
وأليس من حقنا أن نعرف الثمن الذي دفع في تلك الصفقة، وأن نفهم كيف تحوّل قاتل الجنود المصريين إلى صديق؟!
علما بأن جريمته بحقنا مما لا يسقط بمضي المدة بحكم القانون.
وهذا الخبر بتفاصيله:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5F51BF84-7FF0-4639-970E-37836E0D7683.htm
فاروق حسني يندم على تصريحاته ضد إسرائيل
أبدى وزير الثقافة المصري فاروق حسني ندمه على تصريحاته السابقة المعادية لإسرائيل وطلب أن يُقبل اعتذاره.
وقال الوزير المرشح لتولي منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في مقال كتبه لصحيفة لوموند الفرنسية تنشرها في عددها الصادر الخميس إنه يتفهم الصدمة التي أحدثتها تصريحاته السابقة وأعرب في الوقت نفسه عن أسفه لهذه الكلمات التي استخدمها خاصة، وأنها لا تتطابق مع الثوابت التي يؤمن بها.
وأضاف حسني أنه يمقت العنصرية أكثر من أي شيء آخر، بما في ذلك مجرد الرغبة في التحدث بشكل جارح عن الثقافة اليهودية أو أي ثقافة أخرى ووصف الوزير نفسه بأنه "رجل سلام".
من جهتها رحبت الحكومة الإسرائيلية باعتذار فاروق حسني عن تصريحاته السابقة، التي وصفتها تل أبيب بأنها "معادية لإسرائيل".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، مساء الأربعاء، أن هذا الترحيب جاء في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقالت إن هذا الاعتذار جاء في أعقاب معارضة تل أبيب قبول تعيين حسني في منصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو.
وكان وزير الثقافة المصري قد حط من شأن الثقافة الإسرائيلية أمام مجلس الشعب المصري العام الماضي واتهمها بالعدوانية والعنصرية والغموض، وقال لعضو في المجلس سأله عن إمكانية تسرب كتب عبرية إلى مكتبة الإسكندرية "احضر هذه الكتب وفي حال وجودها سأحرقها أمام عينيك".
من ناحية أخرى قالت المتحدثة باسم اليونسكو سو وليامز في باريس إن المنافسة على خلافة المدير العام الحالي لليونسكو كويشيرو ماتسورا تشمل بالإضافة للوزير المصري ستة مرشحين من بينهم نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جاكوفينكو وباقي المرشحين من ليتوانيا وبلغاريا وتنزانيا والجزائر وبنين.
ومن المقرر أن تنتهي المهلة المحددة لتقديم طلبات الترشيح في نهاية الشهر الجاري وبعدها سيطرح المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو قائمة رسمية للمرشحين تمهيدا لاختيار المدير العام الجديد عبر المؤتمر العام للمنظمة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
يذكر أن المرشح المصري يواجه منذ أيام انتقادات حادة وموجة كبيرة من الاحتجاج وتشكلت ضده في ألمانيا جبهة معارضة لانتخابه مديرا لليونسكو، كما حذر مجلس الثقافة الألماني والمجلس المركزي لليهود في ألمانيا من انتخاب الوزير المصري.
§ توقعات اميركية بفوز قيادة شابة متشددة وفاعلة وسقوط محمد دحلان وأنصاره
§ واشنطن تنصح عباس بعدم عقد مؤتمر "فتح" خشية انقلابه عليه وفوز متشددين يؤكدون الحق بالمقاومة
§ الرئيس الفلسطيني توجه إلى واشنطن بعد فشله بفرض قراره على "فتح" واخفاق زيارته لدمشق
§ كارتر يحمل رد اوباما على مشعل خلال أيام وتطور نوعي قريب في العلاقات السورية الأميركية
عمان ـ شاكر الجوهري – المستقبل العربي 27/05/2009
توجه محمود عباس الرئيس الفلسطيني إلى الولايات المتحدة الأميركية، مرورا بكندا، مثقلا بعوامل احباط متنوعة، تلح في التساؤل عن مدى النجاحات التي يمكن أن تحققها هذه الزيارة، خاصة وأن آخر عوامل الإحباط تمثل يوم مغادرته العاصمة الأردنية بتصريحات بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، التي قال فيها إنه لن يتم وقف الإستيطان.. ذلك الشرط الذي وضعه معارضي عباس في حركة "فتح" لاستئناف المفاوضات مع حكومة اليمين الإسرائيلي المتشدد الجديدة..!
عوامل الإحباط ليست كلها ـ بطبيعة الحال ـ اسرائيلية، بل إن القسم الأغلب منها فلسطيني وعربي، طالما ظلت الخيارات الإستراتيجية لرئيس السلطة الفلسطينية منحصرة بالتفاوض والحوار مع اسرائيل.
عامل الإحباط العربي الرئيس تمثل في فشل زيارته الأخيرة لدمشق، التي راهن عليها كثيرا، بأمل أن تضيف ثقلا إلى زيارته، لعله يعوض الإخفاقات التي حققها فلسطينيا قبيل توجهه للقيام بزيارته التاريخية للعاصمة الأميركية في عهدها الجديد.
المصادر تحدد تاريخية هذه الزيارة بثلاثة أسباب:
الأول: احتمال أن تسفر عن نجاحات على طريق الحل الفلسطيني، ما دام الرئيس الأميركي الجديد، بدأ يستشعر أن حل القضية الفلسطينية أصبح مصلحة استراتيجية اميركية، كما يؤكد على ذلك الملك عبد الله الثاني، وفقا لمن التقوه مؤخرا.
الثاني: أن عباس قد يعود مثقلا بمزيد من الإحباط، وهذا هو المرجح، فينقلب على خياره الإستراتيجي الأوحد، إلى خيار استراتيجي آخر بديل، أو على الأقل يبدأ بالحديث عن وجود خيارات استراتيجية أخرى، وهذا مجرد افتراض نظري.
الثالث: أن يقرر في ضوء فشل الزيارة تقديم استقالة فورية من موقعه، متخليا عن مبدأ "الحياة مفاوضات"..! وهو عنوان الكتاب الأخير لكبير مفاوضيه، ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات.
وكان عباس أصدر آخر تهديد له بالإستقالة من منصبه قبيل توجهه لواشنطن، وذلك ما لم تدفع الدول المانحة الأموال المترتبة عليها لموازنة السلطة..!
كوامن فشل زيارة دمشق
ما هي مظاهر ومكامن فشل زيارة عباس الأخيرة للعاصمة السورية..؟
يكمن هذا الفشل فيما يلي:
أولا: بيان المقاطعة الذي صدر عن فصائل المقاومة الفلسطينية قبيل وصوله دمشق، وأعلنت فيه أنها قررت مقاطعة عباس وعدم التقائه.
صحيح أن عباس سبق أن صرح ناطق بلسانه في رام الله، أنه لا يعتزم التقاء أحد من قادة الفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية، وأنه ذاهب فقط لالتقاء الرئيس الأسد، لكن الصحيح أيضا، كما تؤكد المصادر، هو:
1. أنه كان قرر مسبقا التقاء حليفه التاريخي نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية.
2. أن الدكتور ماهر الطاهر مسؤول قيادة الخارج في الجبهة الشعبية طلب مقابلته، وأنه كان يعتزم التقاءه.
3. أنه طلب من محمود الخالدي مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق تلقي طلبات الفصائل التي تريد التقاءه، وإبلاغه بها، كي يوافق على التقاء من يريد التقاءه منهم.
ومع ذلك، غضب الرئيس، وأصيب بحالة اكتئاب، جراء، ليس فقط بيان المقاطعة الذي صدر عن ثمانية فصائل مقاومة (تحالف القوى الفلسطينية)، والذي أشعره بضيق شديد، وإنما كذلك بسبب:
1. الإعتصام الذي نظم أمام مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، وتم خلاله تسليم رسالة احتجاج على زيارة عباس، وتنازله المفترض عن حق العودة للاجئين الفلسطينين، وطلب المعتصمين تسليم الرسالة لعباس.
2. صدور تصريح حاد عن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" قبيل وصول عباس، تضمن انتقادات حادة للرئيس الفلسطيني.
3. التقاء وليد المعلم وزير الخارجية السوري مشعل، قبل بضعة أيام من وصول عباس.
مجمل ما سبق، لا يمكن لعباس المشبع ابتداء بحساسية مفرطة حيال سوريا، فهمه إلا بكونه تم برضا، وموافقة سوريا، إن لم يكن بتنسيق مسبق معها.
وزاد طين عباس بلة، رفض الرئيس السوري تحميله أية رسالة للإدارة الأميركية الجديدة..!
وهنا كان مربط فرس الزيارة.
فعوامل الإحباط الفلسطينية، أراد عباس أن يعوضها برسالة سورية يحملها لإدارة الرئيس الأميركي الجديد، باراك اوباما، على نحو يشي بأنه قادر على القيام بأدوار عربية تتماهى مع المصالح الأميركية في المنطقة، عربيا، إن كان لا يستطيع القيام بذلك فلسطينيا..!
الرد الذي سمعه من الرئيس بشار الأسد، حين سأله عباس ما الذي يمكن أن ينقله للرئيس الأميركي خلال زيارته القريبة، مبديا استعداده لتقديم خدماته، كان أن هناك اتصالات مباشرة بين دمشق وواشنطن، تعفي عباس من هذه المهمة..!
نقلة نوعية بعلاقات دمشق و"حماس" بأميركا
أكثر من ذلك، علم عباس قبل أن يغادر العاصمة السورية أن علاقات اميركا مع سوريا مقدمة على نقلة نوعية مهمة، بعد الإنتخابات البرلمانية اللبنانية في السابع من حزيران/يونيو المقبل، حيث سيزداد عدد، وترتفع أهمية تشكيلة الوفود الأميركية التي تتقاطر على دمشق، حيث من المقرر أن يزورها قريبا جورج ميتشل، المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط، ومبعوثين آخرين أرفع مستوى منه.
وما يبدو أنه أزعج عباس أكثر هو التأكيدات التي تلقاها في سوريا بأن جيمي كارتر الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق سيصل دمشق هو الآخر بعد انتهاء الإنتخابات البرلمانية اللبنانية، التي شارك في الإشراف عليها، حاملا رسالة من الرئيس اوباما إلى خالد مشعل، ردا على الرسالة التي سبق أن حملها كارتر من مشعل للرئيس الأميركي.
مضمون رسالة مشعل تلخص في حينه بوثيقة الوفاق الوطني (الأسرى)، التي ترى "حماس" أنها تلبي متطلبات الحوار مع واشنطن، وهي متطلبات أقنعت الأوروبيين.
أما الرد الأميركي الذي سيحمله كارتر، وبغض النظر عن مضمونه، فإنه سيمثل بداية اجرائية اميركية على طريق فتح علاقة مباشرة مع "حماس"، وهذا يشكل خبرا بالغ السوء لعباس، الذي لطالما حارب حركة المقاومة الإسلامية ارضاء لواشنطن..!
تضيف المصادر أن كارتر الذي كان مفترضا أن يعود برد اوباما إلى مشعل في شهر آذار/مارس الماضي، أجل زيارته لدمشق إلى ما بعد الإنتخابات اللبنانية، وعقده لقاء تم بالفعل مع الرئيس الأميركي.
كل هذه الأخبار السيئة، التي تلقاها عباس على جرعات متسارعة، أدت إلى اتخاذه قرارين سريعين، يعبران عن ضيق صدره بالتطورات الجارية من تحت قدميه:
الأول: طلب من محمود الخالدي مدير مكتب منظمة التحرير في دمشق إبلاغ نايف حواتمة وماهر الطاهر إعتذاره عن استقبالهما. وقد هدف من ذلك أيضا التأكيد على أن زيارته كانت لأغراض سورية محضة، وأنه لم يكن مدرجا على جدول زيارته التقاء أحد من قادة الفصائل الفلسطينية.
الثاني: مغادرة دمشق بعد تناول طعام الغداء مباشرة، وعدم المبيت في المدينة التي عاش فيها أيام شبابه الأول، حيث اكتفى فقط باستقبال الدكتور سمير الرفاعي أمين سر تنظيم حركة "فتح" في سوريا، وعدد من مساعديه.
ومع ذلك، تؤكد المصادر أن الرئيس الأسد أحسن وفادة عباس، والتقاه على انفراد لمدة أكثر من ساعة، أعقبت لقاء الوفدين، تحدث عباس خلالها عن همومه، محاولا تحميل سوريا جانبا من مسؤولية معالجة هذه الهموم، عبر الضغط على حركة "حماس"، وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، التي يعتقد عباس أنها تناكفه.
في هذا السياق حاول عباس اقناع الرئيس السوري أنه ملتزم بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وأنه متمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ولن يفرط بها، أو بالأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967.
عوامل احباط فتحاوية
عوامل الإحباط الفلسطينية، وخاصة الفتحاوية منها، كانت تراكمت على صدر عباس، قبل زيارته لدمشق، وبعد عودته إلى رام الله، وتمثلت فيما يلي:
أولا: اخفاق عباس في جمع مسؤولي تنظيم حركة "فتح" في رام الله، للتشاور معهم بشأن عقد المؤتمر، ما اضطره إلى استبدال الإجتماع الذي أراده، بإلقاء خطاب حدد فيه موقفه.
ثانيا: البيان الذي اصدرته اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، على نحو مخالف لقرار عباس، وقضى بعقد اجتماع كامل العضوية للجنة المركزية للحركة، ليقرر مكان وزمان المؤتمر، واعتماد أسماء المشاركين فيه، بخلاف ما قرره الرئيس.
ثالثا: اجتماع اللجنة المركزية في عمان، برئاسة فاروق القدومي أمين سرها، والتأكيد على ذات الموقف الذي عبّر عنه بيان اللجنة التحضيرية.
رابعا: التفاف أمناء سر تنظيمات (أقاليم) "فتح" في قطاع غزة، والضفة الغربية حول مؤسسات الحركة القيادية (اللجنة المركزية والمجلس الثوري)، في موقفهما المخالف لموقف عباس من آليات ومكان وزمان عقد المؤتمر السادس.
فقد وجه أمناء سر الأقاليم العشرة في قطاع غزة رسالة للرئيس بهذا المعنى، فيما عارض قرارات وتوجهات الرئيس أحد عشر أمين سر إقليم في الضفة الغربية من أصل أربعة عشر اقليما، وذلك خلال اجتماع عقده معهم الثلاثاء قبل الماضي (19آيار/مايو الجاري). وحين تحدث أمين سر الإقٌليم في نابلس مؤيدا قرارات الرئيس، متحدثا بإسم الحضور، تم التصدي له، وإفهامه، وإفهام الرئيس بأنه يتحدث بإسمه فقط، ولا يمثلهم، ولم يفوضه أحد التحدث بإسمهم. بل قال أمين سر أحد اقاليم الخليل بوضوح بالغ، إن أمناء سر الأقاليم في الضفة الغربية مجمعون على تأييد والإلتزام بالمؤسسات الحركية ممثلة في اللجنة المركزية، واللجنة التحضيرية، والمجلس الثوري، وأن على الرئيس الإلتزام بمؤسسات الحركة وقراراتها.
ولم يشذ عن هذا الموقف غير أمناء سر الحركة في نابلس، وجنين، وقلقيلية.
وكان هذا آخر ما أغضب الرئيس فتحاويا، قبل توجهه إلى دمشق، أما بعد عودته من العاصمة السورية، فقد أغضبه موقفان لا يقلان أهمية عن هذا الموقف لأمناء سر الأقاليم.
الأول: مقاطعة الكتلة البرلمانية لحركة "فتح" حكومة سلام فياض، وصدور تصريحات بذلك عن عزام الأحمد رئيس الكتلة.
تكشف المصادر هنا عن أن عباس كان سعى خلال الشهرين الأخيرين إلى استبدال الأحمد بغيره على رأس الكتلة، لكنه أخفق في مسعاه بسبب التفاف الكتلة حول رئيسها.
وقد نجح الأحمد، ضمن عوامل أخرى في تأجيل تشكيل حكومة فياض إلى ما بعد انتهاء جولة الحوار الخامسة مع حركة "حماس" في القاهرة.
وحين أعلن تشكيل الحكومة، سارع الأحمد، والكتلة إلى اتخاذ اجرائين علنيين معارضين:
1. عقد مؤتمر صحفي تم فيه الإعلان عن مقاطعة الكتلة لحكومة فياض، ومعارضتها بمختلف السبل.
2. اتخاذ الكتلة قرارا برفض مشاركة عضويها ربيحة ذياب، وعيسى قراقع في حكومة فياض، وتخلفهما عن قسم اليمن أمام عباس.
هذا الموقف المتشدد، سبب ارباكا وإحراجا كبيرين للرئيس، ما استدعى من الرئيس طلب اللقاء مع عزام الأحمد الإجتماع به، حيث حاول معه حل هذه المشكلة، وسحب اعتراض الكتلة على حكومة فياض، والتحاق الوزيرين ذياب وقراقع بوزارتيهما.
الأحمد أبلغ الرئيس أن عليه مراجعة الكتلة قبل أن يرد عليه، وعلى ذلك عقد اجتماع آخر في اليوم التالي بين الأحمد وعباس، أبلغ الأحمد الرئيس خلاله أنه سيوافيه برد الكتلة بعد عودته من زيارته لواشنطن..!
التعبئة والتنظيم ترفض قرار عباس
الثاني: اجتماع مفوضية التعبئة والتنظيم في رام الله يوم الأحد الماضي (23/5/2009)، برئاسة أحمد قريع مفوض التعبئة والتنظيم في الداخل، حيث تمت إعادة التأكيد على الإلتزام بقرارات اللجنتين المركزية والتحضيرية للمؤتمر العام، المخالفة لقرارت عباس، وذلك لجهة عضوية المؤتمر البالغة 1550 عضوا، وليس 1200 عضو كما قرر عباس، والتمسك باللجنة التحضيرية، التي سبق أن صرح حكم بلعاوي بحل عباس لها، وذلك عبر التأكيد على "إن المؤتمر العام السادس بات استحقاقا يجب إنجازه وهذا ما تعمل لتحقيقه اللجنة التحضيرية بعدما تجاوزت المعضلة الأساسية المتمثلة في عضوية المؤتمر".
ولفت قريع إلى أنه تم الإتفاق على زمان عقد المؤتمر في الأول من تموز/يوليو، مشددا على "إننا ما زلنا نبحث في الإجماع على مكان عقده".
ما يعني أن مفوضية التعبئة والتنظيم في الداخل توافق عباس فقط على زمان عقد المؤتمر في الأول من تموز/يوليو، وهو ما يمكن عدم الإلتزام به في حالة عدم تحقق الإجماع على مكان عقده..في الداخل كما يريد عباس، أو في الخارج كما قررت اللجنتان المركزية والتحضيرية.
وفي إشارة ذكية إلى أن عباس سيتم الزامه في نهاية المطاف بقرار المؤسسات الحركية، يقول قريع "إن من يراهن على خلافنا داخليا وخارجيا، لا يعرف "فتح" وثقافتها في القيادة والنضال، "فتح" ستبقى موحدة، وسنذهب للمؤتمر موحدين ومتوافقين، لأن قيادة "فتح" الأكثر ادراكا لتضحيات الحركة ودماء قادتها ومعاناة اسراها وجرحاها، وأهميتها للوطن والشعب، و"فتح" أكبر من أي فينا، وصمام الأمان لمشروع الشعب الفلسطيني بالتحرر والإستقلال".
وقد شارك في اجتماع مفوضية التعبئة والتنظيم رؤساء لجان التعبئة، وأمناء سر الأقاليم في الضفة الغربية، والفريق نصر يوسف عضو اللجنة المركزية، وأعضاء المجلس الثوري، عدنان سماره نائب المفوض، وعزام الأحمد رئيس كتلة "فتح"، وجمال محيسن محافظ نابلس، ومروان عبد الحميد مستشار عباس.
زيارة غير مدعومة فتحاويا
الأمر الهام الآخر في هذا الإجتماع هو تأكيد قريع، وهو رئيس الوفد المفاوض مع اسرائيل، على حتمية استمرار وقف المفاوضات ما لم تقر حكومة الإحتلال بوقف تام وشامل للإستيطان، وبالهدف الأصيل لعملية السلام لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الإحتلال الواقع على أرضنا سنة 1967، واعتبار ما هو خلاف ذلك عمل اسرائيلي مبرمج يستهدف جهود الإدارة الأميركية والرئيس أوباما القاضي بمبدأ حل الدولتين والأرض مقابل السلام".
واعتبر قريع كل ما عدا ذلك، غير معبر عن موقف "فتح".
على ذلك، فإن عباس توجه إلى واشنطن غير مسلح بموقف فتحاوي داعم له، بل بموقف فتحاوي مخالف له، ولمواقفه، التفاوضية، كما التنظيمية، حيث أن المؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، وعقده في الداخل، هو استحقاق اسرائيلي ـ اميركي، وكذلك حكومة فياض، وقد ذهب عباس لواشطن غير ممثل لحركة "فتح" في مواقفه التي يتبناها، وإن كانت مفروضة عليه من واشنطن، كما يؤكد خصومه..!
ولأن المؤتمر استحقاق اميركي، وفشله في تلبية هذا الإستحقاق ينعكس سلبا على المصالح الأميركية، تكشف مصادر فلسطينيةموثوقة لـ "المستقبل العربي" عن أن القنصل الأميركي في القدس نصح الرئيس الفلسطيني بعدم عقد المؤتمر، الذي كان يلح الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على ضرورة عقده، ذلك أن المؤتمر بات مرجحا أن يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال، بدلا من شطب هذا الحق، كما هو مطلوب منه، وانتخاب قيادة شابة ومتشددة وفاعلة للحركة، مع اسقاط محمد دحلان وأنصاره.