القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام "ذاب الثلج وبان المرج" يبدو هذا المثل الشعبي الأكثر تعبيراً عن حال الكيان الصهيوني بعد أكثر من 10 أيام من وقف حربه المجنونة على قطاع غزة حيث بدأت أصوات المحللين والخبراء الصهاينة تتعالى وتتحدث عن فشل عمليات التطهير العرقي التي نفذها جيش الاحتلال تحت اسم "الرصاص المصبوب" في تحقيق أهدافها المعلنة والخفية. إقرار بالفشل ويؤكد الكاتب الصحفي الصهيوني سيفر بلوتسكر في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أنه أصيب بصدمة عميقة أثناء زيارته الولايات المتحدة وبلدان أوروبية جراء سماعه أصدقاء الكيان الغاصب يتحدثون عن فشلها في حربها على غزة فشلا ذريعاً رغم استخدامها جلّ ترسانة أسلحتها. وينوه بلوتسكر إلى أن الرأي العام في البلدان التي زارها يتفق على فشل الكيان في كسر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" واستنزاف قوتها، وأنه لمس إخفاقاً في جهد الكيان الدعائي لتصوير "حماس" كحركة إرهابية تهدد العالم. ويتابع بلوتسكر "حتى لدى الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة سمعت تعليقات ساخرة حول انتصارنا في الحرب"، ويمضي قائلا "أما حماس فلم تهزم ولم تركع ورفضت الالتزام بالحد الأدنى المتوقع من تنظيم مهزوم، فهي بقيت معافاة وتضع الشروط". شاليط والسلاح.. إخفاق كبير وأشار الجنرال جيورا آيلاند الرئيس السابق لما يسمى "مجلس الأمن القومي" في الكيان إلى إخفاق جيش الاحتلال في منع تهريب السلاح واستعادة الجندي الأسير جلعاد شاليط، وتحدث عن نجاح في تحقيق هدوء لفترة محددة. وقبل أن ينهي آيلاند كلماته كانت المقاومة تنفذ عملية نوعية وتفجر حقل عبوات في 3 دوريات لقوات الاحتلال محيط موقع "كيسوفيم" الصهيوني وتقتل ضابطاً وتصيب 6 آخرين بجروح. ولدى توغل قوات الاحتلال شرق المغازي وسط القطاع يوم الأربعاء (28/1) كانت المقاومة وعلى رأسها "كتائب القسام" جاهزة للتصدي للتوغل واستهدفت تجمعات الاحتلال بأحد عشر قذيفة هاون، قبل أن تطلق صاروخاً تجاه مغتصبة أشكول كرد على سلسلة الخروقات الصهيونية. البحث عن براهين للنجاح دليل الفشل ويعتبر البروفيسور الصهيوني جبرائيل بن دور رئيس قسم دراسات الأمن في جامعة حيفا العبرية أن "البحث (من قبل الكيان) عن براهين على نجاح الحرب بعد انتهائها يعني فشلنا أو على الأقل عدم حسمنا". وقال: "يخطئ من يظن أنه يمكن لإسرائيل عام 2009 إنجاز ما أخفقت به في لبنان عام 1982 لأنها لا تستطيع تغيير مسيرات داخلية لدى جيراننا عنوة". وتحدث في الندوة ذاتها قائلاً إن الكيان يعتمد في نظريته الأمنية على الردع والإنذار المبكر والحسم في الحرب عند اندلاعها، وهو ما أخفق بتحقيقه بشكل واضح وجلي في قطاع غزة. انتصار على المستشفيات والأطفال ووصل الأمر بالوزير السابق بوسي ساريد المحسوب على معسكر السلام الصهيوني بوضع الأمور في نصابها الصحيح عندما كتب مقالاً ساخراً نوه فيه إلى المجهود الصهيوني المكثف للبحث طيلة ثلاثة أسابيع عن صورة انتصار، وقال إن "الجيش (الصهيوني) انتصر على المستشفيات والمدارس والأطفال ممن عجزوا عن إيجاد ملجأ". دعوة لقراءة متواضعة لنتائج العدوان ويرى الكاتب الصهيوني رؤوبين بيديتسور في "هآرتس" أن خطراً كبيراً يكمن في اعتقاد الجيش أنه انتصر على "حماس" في حرب لم تكن بالمعنى الحقيقي، مشيراً إلى عدم وقوع عناصر حماس بالأسر. ودعا بيديتسور الجيش إلى التعامل مع عملياته في "الرصاص المصبوب" بمقاسات واقعية وبتواضع. أما العميد تسفيكا فوغل رئيس قيادة الجيش الصهيوني في الجنوب سابقا فأقر أن تحديد أهداف الحرب من قبل المستوى السياسي اعترته المشاكل، وقال إن حماس قاتلت بشراسة ولا تزال قوية، وتوقع أن تطال صواريخها تل أبيب في الحرب القادمة. فشل قوة الردع وفي تعليقه على استهداف المركبة العسكرية الصهيونية قرب "كيسوفيم" قال: "استهداف قواتنا يترك ظلاله على قوة الردع التي أحرزناها، ويدلل للأسف على كونها صيرورة متغيرة ولذا ينبغي الرد الفوري والموجع وإلا فلماذا قمنا بشن حرب وسارعنا بوقفها من طرف واحد". طائر العنقاء ودعا رئيس "الموساد" السابق إفرايم هليفي إلى عدم تجاهل "حماس" عند الإقدام على محاولة ترتيب أوراق المنطقة بعد حرب غزة. وأكد هليفي في مقال نشرته "يديعوت أحرنوت" بعنوان "امنحوا الفلسطينيين حق القرار" أن حماس ورغم الضربات الموجعة غير المسبوقة التي تلقتها طيلة 22 يوما بقيت وصمدت. وتابع "أمطرنا قطاع غزة بالنار براً وبحراً وجواً، لكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كطائر العنقاء وأدارت مفاوضات شرسة مع مصر وهي تبحث عن حاجاتها ووجهتها ليست الاستسلام". |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق