حوار مع احد مقاتلي القسام في الجبهة الامامية
مركز البيان للإعلام – الجزيرة توك
لم أتوقع وأنا أتوجه إلى احد المنازل في حي "التفاح" بعد جدال طويل وموافقة صعبة من الأهل لتقديم التعازي لصديقتي مريم باستشهاد أخويها ، أن تقدر لي الظروف بان التقي احد مقاتلي كتائب القسام ، خرجت عن إطار الخوف والتردد للحديث معه رغم التحليق المكثف للطيران والأصوات المتفرقة للانفجارات ولم أفكر بشيء عندما سنحت لي الفرصة إلا بطلب لقاء قصير مع " ابو هاجر" احد القادة الميدانيين لكتائب القسام كما علمت .
بعد تردد قصير وموافقة غير سهلة أخبرته إني صحفية أود أن انقل الحقيقة ورسالة مقاتلي القسام إثناء تصديهم للعدوان على غزة أدركت انه ابتسم من خلف اللثام وأبدى موافقته على منحي 10 دقائق من وقته ..
بادرت بالسؤال : * بعيدا عن المبالغات هل انتم قادرون على صد العدوان على غزة ؟.
أجابني : سأجيبك أيضا بعيدا عن المبالغات ، نحن قادرون على أن نصمد ونصبر وألا نهزم حتى لو قتلنا جميعا ، ثقتنا بالله كبيرة ، ثقتنا بنصر الله كبيرة ، أن لا نخذل ، كبيرة حتى لو تخلى عنا القريب والبعيد .
فقاطعته :* اقصد هنا القوة الميدانية والعسكرية !
فقال نحن اعددنا العدة بما نستطيع ، عدة لا تقارن بعتاد الاحتلال لكن لدينا رجال صادقين وهذا يكفي ، وبفضل الله عز وجل ستكون هناك مفاجآت للعدو الصهيوني سأترك للميدان أن يتكلم عنها فمن الوهلة الأولى للحرب الشرسة كان الإثخان في العدو وذلك باستمرار إطلاق صواريخ القسام والجراد ، ولا زالت قوة الردع لدى القسام رغم تلبد السماء بطائرات الاستطلاع التي لا تفارق سماء غزة
*ما مدى صحة الأقوال حول اسر القسام بجنود إسرائيليين ؟
منذ أن وطئت أقدام العدو أمتار قليلة من غزة قام المقاومون باستهداف الاحتلال بأكثر من عبوة " أفراد انكشارية" ومن ثم انقضوا على قوة صهيونية خاصة مما أدى في البداية إلى اسر 3 جنود وأثناء انسحاب المجاهدين تم استهدافهم بطائرات الاستطلاع مما افشل المحاولة في نهايتها ، ولكن بأذن الله عز وجل نعد هذا الشعب الصابر المرابط ان نثلج صدره بخطف جنود صهاينة في حال مواصلة العدوان على غزة
* صف لنا مشاعر مقاتلي القسام الذي تلتقي بهم في الميدان .
المجاهدون في تعطش دائم هؤلاء الشرذمة التي احتلت ارض فلسطين ، متعطشين لمحاربتهم و و الإثخان فيهم وأسرهم وتلقينهم درسا لن ينسوه ، فمجاهدو القسام من بداية انضمامهم لصفوف الكتائب في انتظار هذه اللحظات
* أطلقتم على العملية العسكرية الإسرائيلية ، اسم معركة الفرقان ما سر هذه التسمية ؟
رئيس الوزراء إسماعيل هنية هو من أطلق الفرقان على هذه المعركة في إحدى خطاباته ونحن نتداولها أسوة به ، لان هذه المعركة ستفرق بين الحق والباطل ، فهذه يا أختي من أيام الله التي سيكتب عنها التاريخ كما كتب عن عين جالوت واليرموك .
*أود منك توجيه عدة رسائل الأولى رسالتك للمقاتلين في الميدان .
أقول لهم أن السماء قد فٌتحت لاستقبالكم فلا تبخلوا بالدماء والأشلاء ، وان دمائكم وأشلائكم بداية النصر والفتح المبين وأقول لهم تأكدوا أن هذه هي المرة الأخيرة التي يغونا فيها الاحتلال فالمرات القادمة بأذن الله نغزوهم ولا يغزونا .
*رسالتك إلى الأنظمة العربية والشعوب العربية ؟
الأنظمة العربية الرسمية اقل من أن أوجه لها كلمة ، أما الشعوب أحييهم على تحركهم وأقول لهم المزيد كذلك أقول لا نريد أن يحرككم فقط القصف والعدوان بل يجب أن تتحركوا وتثوروا دوماً من أجل القضية الفلسطينية والقدس الشريف
رسالة أخيرة هذه المرة للحكومة "الإسرائيلية" والشعب الإسرائيلي ؟
أقول للحكومة الصهيونية خدعكم شعبكم وغرتكم قوتكم فما لكم إلا الذبح وأقول للشعب الصهيوني إذا كنت تريد العيش بأمان فارجع من حيث أتيت ،
كما أقول لأمهات الجنود المعتدين في غزة إذا أردتن حياة لأبنائكن فمنعنهم من الدخول حقول الموت في غزة .
تجاوز الوقت الدقائق العشرة وازدادت تنبيهات اللاسلكي الذي بيده ، أومئ برأسه أذناً بنهاية اللقاء شكرته وأخبرته أننا مطمئنون طالما أنهم في الميدان ذهب "أبو هاجر" بخطواته الواثقة وعيني ترقبه إلى أن توارى في الأفق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق