الاثنين، 1 مارس 2010

[ GAZA ] كلمة السر: انتفاضة ثالثة!





كلمة السر: انتفاضة ثالثة!

بقلم: أبوأيوب الغزي  2-3-2010

كاتب فلسطيني من هولندا

 

لا يزال ومنذ مدة يتردد في أذهان الكثيرين من المتابعين للشأن الفلسطيني سؤال شديد الإلحاح وهو: هل هناك حرب قادمة على غزة أم لا؟ والرد على هذا السؤال هو: وهل توقفت الحرب أصلا سواءً على غزة أو الضفة أو القدس أو أراضي الـ 48، أو حتى على الأسرى أو فلسطينيي الشتات؟ للأسف فإن الحرب لم تتوقف للحظة! فالعصابة الصهيونية عصابة شيطانية، تعيش على الإفساد في الأرض، وتتغذى على سفك الدماء، وقد قال سبحانه وتعالى فيهم (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) "سورة المائدة – 64"، كما نبهّنا سبحانه وتعالى إلى أن هذه الشرور سيكون لنا منها كأمة مؤمنة نصيب الأسد عندما قال سبحانه وتعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) "سورة المائدة – 82".

لذا فحربهم ضد الإيمان متواصلة لم تهدأ أبدا، فهم قتلة الأنبياء، وهم من حاول اغتيال النبي الكريم عندما قدّموا إليه شاة مسمومة فنجاه الله منها، إلا أنه وجد أثر سمها يسري في جسده الشريف وهو على فراش الموت، وهم أيضا من لم يترك فرصة للإفساد إلا واستغلها أبشع استغلال، ومنذ أن ابتُليت فلسطين وأهلها بهذه العصابة فإن شرورهم لم تتوقف أبدا.

وهنا قد يستدركني البعض فيقول: مهلاً، مهلاً إنما سؤالنا عن الحرب العسكرية كتلك التي شُنّت على غزة في العام الماضي! وأقول أنه لا يجب الاقتصار في تعريف وفهم الحرب على أنها هي تلك الحرب العسكرية التي تنطلق فيها المدافع، وتحلق الطائرات، وتشن الغارات. إن الحرب في المفهوم الاستراتيجي تتألف من ثلاث مراحل، المرحلة الأولى وهي مرحلة التمهيد أو إنهاك الخصم، والمرحلة الثانية وهي مرحلة الضربة العسكرية المباشرة، والمرحلة الثالثة وهي مرحلة تسجيل الانتصارات وتسييجها. وبهذا التعريف الشمولي للحرب يتبين لنا أن عدوان الصهاينة على شعبنا عدوان متواصل، وهو يأخذ أشكالا متعددة تتراوح بين الإنهاك، والضرب المباشر، وجني المكاسب، وقد يجمع بينها كلها في مكان وزمان واحد، وإليكم بعض الأمثلة على ما نقول.

لقد كانت الضربة الأخيرة على غزة مثالاً حياً على المرحلة الثانية من الحرب، فقد سبقتها مرحلة تمهيد قاسية تمثلت في حصار جائر، وإضعاف مستمر، ومؤامرات شارك فيها ذوو القربى من أبناء جلدتنا! وقد كان الصهاينة يرمون من وراء ضربتهم العسكرية إلى الوصول إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة جني المكاسب على الأرض كإسقاط النموذج المقاوم في غزة، وتأديب الشعب الفلسطيني على خياره الديموقراطي، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد خيب مسعاهم، وأراهم من صمود أهل غزة وثباتها، ما أذهلهم، وأوقع الرعب في قلوبهم، وزادهم ذلاً وحسرة!

ولما كان الصهاينة قوم خبث وشر، لا تقر عيونهم إلا بالعدوان والأذى فقد عادوا من جديد لمرحلة الإنهاك الأولى من الحرب، ولكن بشكل أعنف هذه المرة، فقد شاركت حكومة الجار العربي والشقيق الأكبر في إحكام الحصار على أهل غزة وتشديده من خلال بناء الجدار الفولاذي سيء الصيت! ولا أصنف اغتيال المبحوح رحمه الله إلا في إطار الإنهاك المستمر، وقطع الإمدادات تمهيدا لضربة عسكرية أقسى تمكنهم من تسجيل انتصار، أي انتصار، ولكن فألهم سيخيب بإذن الله.

وفي انتقال إلى المشهد الآخر في القدس والخليل والضفة عموما، فإننا نرى الصهاينة قد قفزوا سريعا إلى مرحلة جني المكاسب للتعويض عن خيبتهم في غزة، فبعد أن قاموا ولسنين طويلة بإنهاك شعبنا في الضفة وضربه من خلال الاعتقالات والتصفيات المستمرة بحق مجاهدينا هناك وعلى يد عملاءهم اللحدين الجدد، بدأوا مؤخرا بحملتهم المجرمة لتسجيل الانتصارات، ولا يخرج عن هذا ما أقدم عليه الصهاينة حديثا من ضم للحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى ما يُسمى بلائحة "التراث اليهودي" المزعوم!

أما ما يحدث الآن تحت المسجد الأقصى من حفريات تتهدد أركانه، ومن تدنيس مستمر لباحاته، ومن منع متصاعد للصلاة فيه، ومن قرار بسجن شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح، وتغييبه عن المشهد، فكل هذا عبارة عن مرحلة التمهيد التي قاربت على نهايتها، لتأتي بعدها - لا سمح الله - ضربة يُهدم فيها الأقصى، وتتم السيطرة التامة على أرضه ليقوموا حينها ببناء هيكلهم المزعوم هناك وتسجيل أكبر انتصاراتهم!

كذلك فإن ما يجري الآن في حي الشيخ جراح من هدم مستمر لمنازل الفلسطينيين ومصادرة لأراضيهم، وما يجري في أراضي الـ 48 من وضع للقوانين التي تجرّم إحياء ذكرى النكبة، وتضيّق على فلسطينيي الـ 48، وما يقوم به الصهاينة من إطلاق أسماء يهودية على الأحياء العربية، كل هذا عبارة عن إنهاك وأذىً متواصل تمهيدا لتسجيل انتصار عظيم آخر ويتمثل في التهويد الشامل لكامل الأرض!    

وأمام هذه المشاهد الطافحة بالعدوان والشر، يبرز مشهد انسداد عجيب لا تكاد تلمح فيه بصيص ضوء أو بارقة أمل، فالشقيقة الكبرى التي كان من المفترض أن تفرّج كرب هذا الشعب المكلوم في غزة، وتبلسم جراحه، إذا بها تشدد عليه الحصار، بل وتستمر بتزويد جلاديه بالوقود الذي يحرك عجلة طغيانهم، ليقتلوا المزيد والمزيد، ولكن بسعر أعلى هذه المرة! وفي زاوية مظلمة أخرى من هذا المشهد ترى أغلب المسلمين صامتين صمت القبور على الخطر الداهم الذي يتهدد مقدساتهم في فلسطين، وكأنهم ليسوا معنيين بالأمر! وكأن المسجد الأقصى هو فقط للفلسطينيين! وكأن دماء المسلمين هناك دماءً أخرى غير التي تجري في عروقهم! أو لكأنها مياها تجري فلا تحرك فيهم ساكنا!

و من الانسدادات كذلك ما نشاهده من تعطيل متعمد للمصالحة الفلسطينية، يقف وراءه خارجيا "فيتو" أمريكي سافر، ودور عربي غير نزيه! ويقف وراءه داخليا التزامات وثيقة ومواثيق غليظة بالعمالة للاحتلال من أجل تحقيق أهدافه.

وبين هذين المشهدين الأليمين، مشهد الحرب الشعواء التي تشن على شعبنا، وتنذر بالمزيد من أنهار الدماء، بل تنذر بهدم الأقصى! ومشهد الانسداد والتخاذل العربي والإسلامي! هنا يبرز السؤال الأهم وهو: ماهو مخرج النجاة من مطرقة العدوان، وسندان الخذلان؟

لقد شرّف الله عزّ وجلّ شعبنا الفلسطيني بأن جعله حارساً لمقدسات المسلمين، ورأس حربة يذود عن حياض الأمة، كما أكرمه الله بتنزّل دائم لإحدى الحسنيين عليه، ففيوض النصر والشهادة لم تكد تغادر أرضنا منذ فجر الإسلام، ومن هنا ومن واقع الشعور بهذا الشرف العظيم، وذلك الدور السامي في الوقوف على هذا الثغر، وجب على أهل فلسطين أن يهبوا إلى انتفاضة ثالثة!

انتفاضة ثالثة تعصم دماء شعبنا، وتحفظ مقدساته، وتشغل عدوه بنفسه، وتوقفه عن شن العدوان، وتحرمه من جني المكاسب، وتفضح العمالة، وتكنس رموزها، وتوقظ هذه الأمة من سباتها العميق، بل وتفجر طاقاتها العظمى.

وإلى أن يأتي نصر الله وهو قريب وثيق إن شاء الله وإن تخلى المتخلون، وتخاذل المتخاذلون، أقول أن كلمة السر للخروج من فكي كمّاشة العدوان والخذلان هي "انتفاضة ثالثة"، وصدق الله العظيم إذ يقول ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ "الروم – 47".

 






--
SFI000123 [Gaza] Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/



__._,_.___


--
SFI000123 [   GAZA   ] Group





Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق