الأربعاء، 10 مارس 2010

[ GAZA ] ÇáÏäíÇ ãÙÇåÑ .. ãÇ ÑÃíß ÈåÐå ÇáãÞæáÉ¿



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

الدنيا مظاهر .. ما رأيك بهذه المقولة؟

 

 

أسرة البلاغ

 

 

يهتمّ الشبّان بمظاهرهم ، وتولي الفتيات مظاهرهنّ عناية فائقة كجزء من لفت أنظار بعضهم لبعض ، وقد يأتي الاهتمام بالمظهر الخارجي كصورة من التفاخر والتباهي على الأقران أصدقاء أو صديقات .

 

وإذا سألت أحدهم ، أو إحداهنّ عن السبب في المبالغة بالاهتمام بالمظهر ، يأتيك الردّ : « الدنيا مظاهر» .

 

والقرآن قد وصف الدنيا بأنّها دار لهو وغرور وزينة وتفاخر وتكاثر ، لكنّه أراد بهذا الوصف أن يذمّ هذا الوجه منها ، وإلاّ فهو قد دعا إلى الأخذ بنصيب الدنيا ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا ) (القصص 77).

 

أي التمتع بملذاتها في غير محرّم ، واغتنامها كفرصة للطاعة وللإبداع الإنساني الذي يخدم الإنسانية ، ويعمر الأرض بالحق والخير والجمال والعدل .

 

إنّ تعبير (الدنيا مظاهر) ينمّ عن حالة ثقافية واجتماعية تولي العناية بالمظهر اهتمامها الأوّل ، بحيث يصبح مظهر الإنسان لا جوهره هو القيمة .

 

ولا بدّ من التنبّه إلى أنّ (الفخر) هناك ، و (الرقيّ) هنا ليسا حقيقيين ، وإنّما اعتباريان ، أي أنّ الناس وبسبب التخلّف الثقافي يعتبرون المظاهر فخراً ورقيّاً .

 

وقصّة ذلك الرجل الذي دخل إلى مأدبة ، فلم يأبه به أحد لأنّ الدعوة كانت مخصّصة لذوي المظاهر ، وحين ارتدى ملابس فاخرة لفت الأنظار وجذب الاهتمام ، معروفة ، حتى أنّه حينما جيء له بالطعام لم يتناول منه شيئاً ، بل قدّمه إلى ملابسه ، وقال لها : كلي ، فهذا لك ! فتعجّب الحاضرون من هذا المشهد ، الذي يكشف عن أنّ الاهتمام كان منصباً على المظهر وليس على صاحب المظهر .

 

ولو أردنا أن نعرف حقيقة (الفخر) ، لقلنا أنّ من حقّ الإنسان أن يفخر بقدراته ومواهبه وأفكاره وإبداعاته ومساهماته في خدمة المجتمع .

 

وأنّ (الرقيّ) الحقيقي هو في النمو المطرد الذي نلحظه على تفكير الإنسان وتعامله ، أو تعاطيه مع الأشياء والأشخاص والأحداث .

 

إنّ واحدةً من أبلغ رسائل الحجّ التي يقدّمها الإسلام لأتباعه ، هي أنّ الله لا يعبأ بأشكال الناس وملابسهم ، بل بما انطوت عليه قلوبهم وسرائرهم ، ورسالة ثوبي الإحرام شبيهة إلى حدّ كبير بالكفن الذي يلفّ به جثمان الإنسان في آخر المطاف .

 

إنّها رسالة تقول للإنسان ، أنّ ما يميِّزك عن أخيك الإنسان الآخر هو عملك وعلمك وتقواك ، وما عدا ذلك فلا قيمة له ولا اعتبار سواء لبست الحرير أو ارتديت الأسمال .

 

وهذا هو أحد جوانب الصورة .

 

أمّا الجانب الثاني ، فإنّنا لا نريد من الحديث عن المظاهر أن نهمل مظاهرنا ، وأن نرتدي الثياب المرقعة البالية ، فالزيّ الجميل والنظيف يضيف على حسن الإنسان حسناً آخر ، لكنّنا نؤكد ونركز على الجوهر والمضمون أكثر من التركيز على المظهر والشكل .

 

فالثياب والزينة ـ حتى الفاخر والغالي منها ـ تبلى ، وتتغيّر ألوانها ، وتهبط أسعارها ، وربّما تسقط موديلاتها ـ إذا جارينا النظرة إلى الموضة ـ ، لكنّ أخلاق الإنسان وفكره وأسلوب تعامله وشمائله لا تبلى ، بل يمكن أن تتجدّد وتزداد قيمتها مع الأيام ، فالله لا ينظر إلى أجسامنا وأشكالنا وأزيائنا وإنّما ينظر إلى قلوبنا ، أي المحتوى الداخلي لكلّ منّا ، وفي ذلك يقول الشاعر :

 

إذا المرءُ لم يدنس من اللؤم عرضه *** فكلّ رداء يرتديه جميلُ

 



--
abu  alayham


--
SFI000123 [Gaza] Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/



__._,_.___


--
SFI000123 [   GAZA   ] Group





Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق