الاثنين، 6 يونيو 2011

[ GAZA ] السيئات يُذْهبن الحسنات!





السيئات يُذْهبن الحسنات!

النظام السوري دليلًا

الآية المحكمة والسنة الثابتة قاضية أن الحسنات يذهبن السيئات، وأن الإسلام يجب ما قبله، وأن من تاب تابَ الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل أكثر من ذلك يكون لمن [تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا] .

وهذا نقوله لكل الناس، وهو من المحكم الذي لا يعتريه نسخ، وهو قول فصل وليس بالهزل، ولسنا من الذين يتلاعبون بدين الناس وعقائدهم، ولكنه النظرة الشمولية للإسلام التي تعلمنا منها: أن هناك سيئاتٍ لا يُذهبها الحسنات، وأن هناك موبقاتٍ لا يكفرها الطاعات، وأن هناك ذنوبًا مهلكاتٍ تُطيح بل وتَذهب بالحسنات !

ولا نقصد بهذا الكلام إغلاق باب التوبة في وجه من يريدها، فالبشر لا يملكون هذا -والحمد لله-، والكلام هنا ليس موجهًا لمن قصد الإسلام بعد كفر أو التوبة بعد ذنب أو الهداية بعد ضلال، بل إن حديثنا هنا لمن اتخذ دينه لهوًا ولعبًا، يخلط عملًا صالحًا بالكثير من العمل السيئ، بدين الله يخوض ويلعب، ولمقدرات شعبه يسرق وينهب، يصلي في الصباح ويقتتل في المساء، يحتضن المقاومة ويقاوم أهلها، يدعم الباحثين عن الحرية وبعدم المنادين بها، يتكلم بلسان الشرعية والحقوق ويُشّرِّع قطع ألسن المطالبين بأدنى الحقوق الوطنية !

وقد كنت أتمنى قبل أن تصل رياح الثورة إلى سوريا، أن يفهم الرئيس بشَّار الدرس ممن سبقه، وأن يبقي على حسنة احتضان المقاومة وألا يعمل على ذوبان شمعتها، ولكن يظهر أن التمسك بالكرسي والتشبث بمنصب الرئيس والحياة في حميم الأمر والنهي، حرفه كل هذا عن الاستفادة من الثورات السابقة واللاحقة، وجعله الكرسي يغوص في دماء شعبه ويخوض في حرماتهم ومحرماتهم، فأطلق -بعلمه- قطعان "الشَّبِّيحة" يقتلون المئات ويصيبون الآلاف ويعتقلون ما لا عدد له من شباب سوريا المجيدة، وهو المتغني بالمقاومة المترنم باحتضانها العازف على قيثارها، وهو من لا رفع لرأسه إلا بفصائل المقاومة الفلسطينية، ولا ميزة له بين أقرانه من الرؤساء غير فسح البلاد للحركات المجاهدة للعمل داخل سوريا –وبلاد المسلمين للمسلمين ليست لشخص مهما بلغ- .

أقول: كنت أودُّ أن تبقى له حسنته فيستفيد من رياح التغير التي تجتاح العالم العربي اليوم، ويفهم الدرس مبكرًا، فيسارع لِلمِّ شمل المنادين بالإصلاح ويبيض السجون ممن شبُّوا وشاخُوا فيها، ويستوعب الحركة الشبابية عنده، ويلغي بقرارٍ أحادي الجانب قانونَ الطوارئ، ويقيد أيدي الأجهزة الأمنية، ويفسح المجال للإعلام والحريات والحقوق، وَلكنْ منْ شَبَهَ أبَاه فَما ظَلَم ...  

وحتى أؤكد على صدق ما عنونتُ به المقالة [السيئات يُذهبن الحسنات] أقف وإياكم على بعض النصوص التي تثبت أنَّ السيئات تُذهبُ الحسنات كما أنَّ الحسناتِ يُذهبن السيئات -ولا شك منها-:

1. من أتى عرافًا فسأله دون أن يصدقه، فإنَّ سيئته تذهب بحسنة صلاته، روى الإمام مسلم 2230 عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً].

2. من أتى عرافًا فسأله فصدقه، فإن سيئته تذهب بحسنة إيمانه، روى الإمام أحمد 9171 والحديث حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] .

3. من شرب الخمر ولم يتب، فإن سيئة شربه تذهب بحسنة صلاته، روى الترمذي 1785 بسند صحيح عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا] .

4. من قتل مؤمنًا ظلمًا، فإن سيئة القتل تذهب قبول الصرف والعدل، روى الإمام أبو داود 3724 بسند صحيح عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ [مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاعْتَبَطَ – قَتَلَهُ ظُلْمًا-بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا] .

إلى نهاية الأحاديث والآثار التي تدل على صدق ما قلناه، فكما أن الحسنات تُذهِب السيئات كذلك السيئات تُذهِب الحسنات، واليوم والنظام السوري الظالم يتشحط في دماء شعبه فيقتل الكبار ولا يرحم الصغار، ويعتقل الرجال والنساء دون حياء أو رحمةٍ، يوقن تمامًا أن التغني بحسنة احتضان المقاومة لا تقاوم الكم الكبير من الدماء الزكية التي تنزف -اعبتاطًا أو اغتباطًا- من المنادين بالحرية المطالبين بالكرامة .

وختامًا:

إنه –والله-  لربيع لا نهاية له إلا بزوال أنظمة الأمن القمعية، القائمة على قطعان البلطجية والشَّبيحة من الذين ربتهم الأنظمة على عينها، فمسحت دماغهم من كل خير وأفعمتهم بحب القتل، وحذرتهم أشد التحذير من العملاء والخونة !، والعملاء والخونة في عرفهم وشريعتهم هم أشرف الناس وأكرم الناس وأحسن الناس، فَيَا لَيلُ حزَّم أمتعَتك فإنَّ سَوادَك آذَنَ بِارتِحالٍ، وإنَّ غَدًا لِنَاظِرِه قَرِيبٌ ...

 

 

 

 

 

  

 




--
SFI000123 [ Gaza ]  Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/



__._,_.___


--
SFI000123 [   GAZA   ] Group





Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق