الأحد، 13 ديسمبر 2009

[ GAZA ] مقال ضاحي خلفان .. يا أمريكا تذكري جورج واشنطن





 
 
مقال قديم لكنه جميل
 
مجلة الأمن شرطة دبي
العدد: 409
فبراير 2009م
 
 
 
بقلم « القائد العام لشرطة دبي، الفريق: ضاحي خلفان »

11

نعم.. انتصرت «حماس»
(يا أمريكا تذكري جورج واشنطن !!)

يتساءل البعض: هل انتصرت حماس؟! بينما يشكك البعض الآخر من ذوي النفوس الضعيفة في هذا الانتصار، قائلين: أي انتصار هذا، وعدد القتلى بلغ حوالي ألف وثلاثمائة شهيد؟! وهذا الرقم مرشح للزيادة يوماً بعد يوم ليصل إلى حوالي ألف وخمسمائة شهيد، بحكم أن الإصابات أكثر من خمسة آلاف جريح، بينها إصابات عديدة (بالغة الخطورة)، وان أكثر من خمسة وثلاثين ألف منزل دمرت بشكل كلي أو جزئي، كما أن المدارس، والمساجد، والمكاتب الرسمية لحماس دمرت هي الأُخرى.. فعن أي انتصار تتحدثون؟! أنتم أيها المبالغون، أهكذا يكون الانتصار؟! وبمثل هذه الخسائر؟! فعندما أسمع مثل هذا الحديث، فإنني أعجب وأندهش من هؤلاء الذين لا يفقهون شيئاً، ويورطون أنفسهم في اقتحام محطات تلفزيونية يشاهدها مئات الملايين من العرب والمسلمين، وكأنهم لم يقرأوا التاريخ ؟! بل وكأنهم لم يعرفوا أن «الجزائر» من أجل ترابها ضحت بأكثر من مليون ونصف المليون شهيد؛ لا بألف وخمسمائة شهيد!!


وأعجب، بل أكاد أشعر بالصدمة عندما يقول رجل في حجم الأخ محمود عباس (أبو مازن)، وهو الرجل الذي يرأس الحكومة الفلسطينية ويقول: إذا كانت المقاومة ستتسبب في قتل الشعب الفلسطيني، فهي ليست هدفاً لنا! هكذا استمعنا وشاهدنا تصريحاته على شاشات التلفزة، وبعدها لم يصدر بيان من «فتح» يدحض ويكذب هذا الخبر !! وأنا أقول لأخي واستاذي محمود عباس ، وهو رجل قانون : كان ينبغي عليك أن تقول كلاماً آخر.. فالمعركة الدائرة في غزة بين الإسرائيليين وإخوانك تحتاج منك آنذاك إلى أن تقول بالحرف الواحد: إنه طالما الاحتلال باقٍ، فإن المقاومة هدفنا جميعاً؛ نسعى للوصول إليه بكافة الطرق.. «فلسطين» أرض طاهرة تستحق منّا أن نضحي من أجلها بأكثر من مليون شهيد!
الآن؛ لنعد- عزيزي القارئ -  إلى صلب الموضوع: هل انتصرت «حماس»؟ أقول: نعم،  ثم ستسألون: ما الدليل؟ وما الإثبات؟ وما الحجة؟ فأقول لكم: إن الجميع سمع زعماء «صهيون» يقولون مراراً وتكراراً: إن هجومهم على غزة سيكون على ثلاث مراحل. ونحن نعلم أنهم أقدموا على مرحلتين وعجزوا عن تنفيذ المرحلة الثالثة، وهي المرحلة الأهم.. فهي مرحلة نهائية لعملية تشطيب وتصفية.. والمرحلة الأخيرةالتي تسمى باللغة الانجليزية الـ (Finishing).. لم تتم!! فما هي تلك المراحل الثلاث - يا ترى؟!

عقب جمع المعلومات وتحليلها وتحديد المواقع الاستراتيجية المراد تدميرها تدميراً كاملاً يقوم الهجوم على مراحلٍ ثلاث: المرحلة الأولى: ضرب المواقع الاستراتيجية التي تعتبر عصب المقاومة لحماس، من مصانع ومقار حكومية وشخصية لقادتها؛ وهذه مرحلة لم يتم إنجازها بالكامل.

المرحلة الثانية: تقسيم «غزة» إلى ثلاثة أقسام، وتطويق كل قسم ومحاصرته، وعزله تماماً عن الأقسام الأخرى؛ وهذه هي الأخرى لم تستكمل حلقاتها.

والمرحلة الثالثة، وهي الأهم: التوغل إلى داخل هذه الأقسام أو المناطق المعزولة، والقبض على قادة «حماس»  والمقاومين، ونقلهم إلى «إسرائيل» كأسرى، وهذا ما لم يتحقق !! فالقناصة استطاعوا أن يصيبوا الجنود الإسرائيليين ببنادقهم عن بعد، واتضح أن الدخول للقبض على قادة «حماس» وعناصرها المقاتلة لن يكون نزهة، لذا لم تنجز «إسرائيل» الهدف الاستراتيجي الثالث من غزوها، وهو الهدف الأهم. فقد كانت المقاومة صامدة وعنيفة إلى الحد الذي أشعر القادة الإسرائيليين بضرورة التخلي عن هدفهم الثالث.

بقي أن يعلم الجميع ويعترف بأن «إسرائيل» هي أعظم قوة في آسيا وإفريقيا، وأن نفوذها العالمي يهيمن على أمريكا وأوروبا، وأنها تملك قوة عسكرية رهيبة، وأن حروبها السابقة كانت تنهيها في أيام قلائل، وأن المقاومة في «غزة» صمدت اثنين وعشرين يوماً، وهذا في حد ذاته يعد نصراً كبيراً، فحتى آخر لحظة كانت صواريخها - مهما قلّلنا من تأثيرها وقوتها التدميرية- تنطلق إلى مستعمرات العدو إلى درجة أن مشهد ذلك الوزير الإسرائيلي وهو يختبئ تحت سيارة أوقفت على جانب الطريق في «إسرائيل» ليحتمي من صواريخ «القسام» ظلت ماثلة في أذهان كل الناس، وكل المشاهدين الذين تابعوا الحدث!! في الوقت الذي كان فيه الشهيد (نزار ريّان) يرفض الخروج من منزله هرباً من هجوم محتمل!! وهذا هو الفرق الكبير بين خائف من الموت.. وبين محب للشهادة !!


ميدانياً: عطّلت (حماس) وقوات المقاومة الأخرى اكتمال المرحلة الأولى بشكل جزئي.

وقاومت إتمام المرحلة الثانية إلى حد ما.

ثم أحبطت وأفشلت تماماً المرحلة الثالثة، وهي مرحلة القبض على قادة (حماس) واقتيادهم إلى تل أبيب، كما اقتيد «صدام حسين» إلى القوات الأمريكية !!


ونجحت (حماس) وقوات المقاومة الأخرى في كسب التأييد العالمي؛ والتعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية!!


كما كشفت القناع عن أن «إسرائيل»  التي تدعي دوماً بأنها الضحية، إنما هي المجرم، وسفاك الدماء الذي استطاع أن يكذب طويلاً إلى أن أتت اللحظة التي تكشف للقاصي والداني بأنه المجرم الخطير ومرتكب جرائم الحرب الذي يجب أن يلاحق دولياً.

إن كنا نقول الحق، فحماس انتصرت بالفعل. { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون}.

وهذا نصر آخر للشهداء، أما من بقي على قيد الحياة، فإنه يستحق وساماً مرصعاً بالذهب لإصراره على المقاومة.. سواء كان مقاتلاً تحت لواء (حماس) أو غيرها، وسواء أكان عسكرياً أم مدنياً، فالكل في «غزة» نشهد لهم بالعزة.

بقي علينا أن نعلم أن الثوار الأمريكان كانوا يدكون مواقع الإنجليز بقيادة جورج واشنطن، من أجل تحرير الأرض.. وأمريكا تعتبر أن جورج واشنطن بطلاً قومياً لها.. ولكن عندما يقوم الثوار العرب بمثل هذا الدفاع المشروع، من أجل تحرير أرضهم تطلق عليهم أمريكا - تصوروا أعزائي القراء - عبارة «إرهابيين»!!


لو أن تحرير الأرض يعد عملاً إرهابياً، فإن «جورج واشنطن» سيكون على رأس قائمة الإرهابيين.. أليس كذلك؟!




 "O my Lord! so order me that I may be grateful for Thy favours, which Thou hast bestowed on me and on my parents, and that I may work the righteousness that will please Thee: and admit me, by Thy Grace, to the ranks of Thy righteous Servants."
  

 



Keep your friends updated— even when you're not signed in.

__._,_.___


--
SFI000123 [   GAZA   ] Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة لل'يميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/




Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق