From: hashemi@artoflife.net
To: hashemi@artoflife.net
Subject: On-Line Session Summary
Date: Mon, 10 Aug 2009 12:24:19 -0400
الأخوة والأخوات ، الصائمون والصائمات
سلام من الله عليكم ورحمة وبركات
بعد ن أرسلت إليكم ب "هدية رمضان" بالأمس ، وصلتني من أحد الأخوة – واسمه منيب – رسالة كان لخصت فيها محاضرتي بالأمس ، فدفعني هذا إلى أن أكتب ملخصا لعلكم تجدون فيه خلاصة المحاضرة لمن يجد صعوبة في الاستماع إليها أو تحميلها .
دعواتكم للأخ منيب ، ولي ، وللمسلمين .
والسلام
أخوكم
عبدالرحمن ذاكر الهاشمي
فجر السبت الموافق 10/8/2009 .
من مدينة تشارليستون قلب ولاية كارولينا الجنوبية بأمريكا
-------
ملخص وفوائد من المادة : على عتبات رمضان ... رمضان ، ومختبر "فن الحياة" ...
· المقدمة : من أين جاءت الفكرة ؟
o مثل رمضان كمثل ذلك الزائر الذي يزورني كل سنة ، ولكن على حرج ، خشية منه أن لا أحسن ضيافته .
o ومثل رمضان كمثل محطة الوقود "المعطلة" لدى الكثيرين ، فهم يدخلونها ويخرجون منها دون أن يتزودوا بالوقود اللازم ولا بالسوائل الضرورية لمحرك السيارات بل يكتفون – أحيانا – بتنظيف السيارة من الخارج .
o وهذا ما يتوهم الناس أنه "تغيير" وهو في الحقيقة "سكون" ، فحال الناس مع رمضان "محلك سر" .
o وهذا – بالإضافة إلى أسباب أخرى – جعل عوام المسلمين في حيرة من أمر العبادات والشعائر التي لم يعودوا يجدوا لها أثرا في حياتهم ، فتشكلت لديهم "شبهات من الداخل" .
o وبلغ بنا الأمر أن صار لدينا إسلاما يصح أن يقال فيه "الإسلام الكنسي" ، فأصبح الدين في نسك وشعائر معطلة لا دخل لها في ولا تأثير في حياتنا اليومية .
· ما الذي لا تتناوله هذه المادة ؟
o التعريف التقليدي برمضان وفضله وأحكامه المختلفة ، فهذا متوفر منثور .
o أما هذه المادة ، فهي لبحث الأثر النفسي لرمضان من زاوية أخرى .
· الحكاية ، من البداية :
o كان الله ، ولم يكن قبله شيء ، ولم يكن معه شيء ، ولم يكن غيره شيء .
o ثم خلق الخلق ، وسخره للزائر القادم .
o وشاء الله أن يخلق الإنسان ليستخلفه في هذه الأرض وليقوم بعبادته .
o وأمد الله الإنسان بمعطيات الحياة وأدوات الخلافة : "الوقت" – أو العمر – ، و"الجسد" ، و"الروح" . وهذه المعطيات كلها يجمعها أمر واحد ، أنها لا تأتي بالكسب بل هي "عطايا" مجانية من لدن الخالق ، وإنما يبقى على الإنسان اغتنامها وتوجيهها – باختيار – الوجهة التي أرادها له خالقها . ولا يفهم أن الروح هنا تشير – فقط – إلى النسك وإلى أماكن العبادة ، بل هي كل ما يتعلق بملكة التعامل مع المدخلات الحسية وتفكيكها وعقلها وبالتالي السلوك ورد الفعل تجاهها .
o وأنزل الله القرآن ، وهو "الكتاب الإرشادي" الذي يحمل "المنهج" الذي به "يعقل" الإنسان وظيفته فيصل إلى سعادة الدنيا والآخرة .
o وحمل هذا الكتاب في طياته "منهجية" و"فقه التفكير والعقل" ، الذي يزكي الإنسان ويرقيه ويرفعه فوق مستوى "العيش البهيمي" إلى مستوى "الحياة الإنسانية الطيبة" .
· ما الذي يبحث عنه الناس إذا ؟
o الناس – مع اختلاف مشاربهم ومعارفهم – يبحثون في آخر المطاف عن ثلاثة معاني : الطمأنينة ، والسعادة ، والرضا .
o أما الطمأنينة ، فهي "هدوء النفس واستقرارها على أمر بعينه وخلوها من أي أمر قد يعكر صفوها" .
o وأما السعادة ، فهي "الطمأنينة الظاهرة والشعور الموجب والبادي على الجوارح والمنعكس على السلوك" .
o وأما الرضا ، فهو "غاية السعادة" و"الاكتفاء والاغتناء عن المزيد" . وهو غير "الرضا" بمعنى "القناعة باليسير" .
· فلماذا "يعطش" الناس مع "وفرة الماء" ؟
o القصور الذاتي : عدم التوقف والسير على غير هدى .
§ الناس قد يتوهمون أنه لا مشكلة هناك ، ويحسبون أنهم مستمتعون في "عيشهم" ؛ حتى صاروا لا يشعرون بعطش "الروح" . فيصل بهم الأمر إلى خشية "التوقف" إلى أن "يجرفهم التيار" !
§ لماذا التوقف ؟
· للاستراحة .
· لمنح الوقت الكافي للتفكير والعقل ، ومن ثم التأكد من صحة الوجهة التي أتوجه إليها ؛ أو ما يعرف ب"الجرد والمحاسبة" .
· لجمع "شعث النفس" وما تفرق منها خلال المسير ، ولترتيب "الملفات المبعثرة" .
§ فلماذا لا يتوقف الناس إذا ؟
· "ظاهرة القصور الذاتي للنفس" أو "قانون نيوتن النفسي الأول" . ينص قانون نيوتن الطبيعي الأول حول ما يعرف ب "العطالة" أو "القصور الذاتي" على أن "الجسم الساكن يبقى ساكنا والجسم المتحرك يبقى متحركا ما لم تؤثر عليه قوة تغير من حالته" . وهذا القانون كما ينطبق على المادة أو "الجسد" فهو بحكم التجربة والخطأ – على الأقل – ينطبق على "الروح" أو ما يتعلق بها أيضا .
· "طغيان جاهلية الجسد على حساب الروح" . هنا أتحدث عن غفلة الناس وانشغالهم بما أمامهم من حياة "دنيا" قصيرة الأمد ، مما يسبب ظاهرة مضحكة مبكية ، ظاهرة أراها تتكرر في "الشرق" و"الغرب" ؛ هذه الظاهرة هي ظاهرة "البهيمية" التي باتت تنتشر في مشاهد الحياة اليومية .
· "الجهل والكبر" . ترجح لدي أن كل أسباب مقاومة التغيير والخوف منه ورفضه تعود إلى أصلين : "الجهل والكبر" . و"الجهل" الذي يعنيني هنا فهو قلة أو انعدام العلم بإجابة السؤالين : "من أنا ؟ ولم أنا ؟" . وأكثر نوع من أنواع "الجهل" التي شهدتها ولا أزال أشهدها في حياتي اليومية ، وفي أروقة العيادات النفسية ، هو "الجهل بحقيقة النفس وقيمتها" . وأما "الكبر" فهو كما لخصه محمد صلى الله عليه وسلم : "بطر الحق ، وغمط الناس" .
o "التغير" لا "التغيير" . وهذا من نتائج "القصور الذاتي" ، حيث إن كثيرا من الناس عندما لا يتوقفون فإنهم لا يمنحون أنفسهم الوقت الكافي "للتفكير والعقل" وبالتالي فإن سلوكهم سيكون نمطا من أنماط "التبعية" للغير ، فإذا تكرر هذا السلوك فترة من الزمن "كافية" تحولت شخصية الإنسان إلى نمط آخر ، إلا إن هذا التحول هو "تغير" سالب تابع وليس "تغييرا" موجبا مؤثرا . وهذا من شأنه أن يؤثر على شعور النفس الدائم ب"الحاجة إلى التغيير" ، وأعني ب"التغيير" هنا : التغيير الحقيقي الذي يقوم على "علم" فيجعل من صاحبه أو صاحبته "شخصية قيادية" .
o ظلم النفس وإهدار حقها . إذا كان الله قد أمد الإنسان ب"الوقت" و"الجسد" و"الروح" ، فإن هذا لا يعني أنه قد منحه القدرة على التحكم فيها ، بل إن "الوقت" و"الجسد" في حالة تغير مستمر ، ولا يملك الإنسان أن يوقف هذا التغير في "الوقت" و"الجسد" ؛ إنما يبقى على الإنسان أن يعمل على أن تكون "الروح" هي سيدة الموقف وهي التي تقود "الجسد" باغتنام "الوقت" . فما الذي يحصل إذا ؟ يحصل أن كثيرا من الناس يقفون "ولا أقول : يتوقفون" عند أثقال وأعباء هذه الحياة المختلفة – التي أثقلوا هم أنفسهم بها – ، حتى تتجمع لديهم كميات طائلة من "الملفات المتراكمة" ، وإذا ب"الوقت" يمر ، ويتبعه "الجسد" ، في حين تقف "الروح" متأخرة متخلفة عن "صاحبيها" فيحصل ذلك الشعور "القاتل" ب"الغربة" : الغربة عن النفس . وكم من الناس يتعذر ب"عدم وجود الوقت الكافي للجلوس إلى النفس وإعطائها حقها كل يوم" !!!
· الحل والعلاج في "العلم" ، ولكن ...
o ليس المقصود ب"العلم" هنا : الشهادات الأكاديمية التي تفرغ أهلها من "حقيقة العلم" . وإنما "العلم" هو ذلك الذي تحدث عنه الله سبحانه في الآية التاسعة من سورة الزمر . العلم ب "من أنا ولم أنا" ، العلم ب"الهوية والوظيفة والهدف" ، العلم بحقيقة "وجود الخالق ووظيفة المخلوق" .
o وما عدا ذلك فهو "ظن" ، سواء كان اسمه "فكر" أو "معرفة" أو "ثقافة" أو غير ذلك من المصطلحات المحدثة ؛ والظن لا يورث أهله إلا تغيير الحقائق ، والكذب ، والافتراء ، وظلم النفس ، وضعف الشخصية . ويتمثل ضعف الشخصية في أعراض كثيرة مثل : قلة تقدير النفس ، وكراهية النفس ، والغربة عن النفس ، والكبر ، والاهتمام بالآخرين على حساب النفس ، إلخ .
o إذا لا بد من "علم" ، حنى نتمكن من إغلاق هذه الدائرة من "مفتاحها" . فالعلم هو الذي سيأخذ بيد أهله إلى قوة النفس : تقدير النفس ، ومحبتها ، والأنس بها ، والتواضع ، ومنح الآخرين حقهم – دون أن يتعدوه – ، إلخ .
· كيف أصل إلى"العلم" ؟
o إما ب"العقل الصريح" أو ب"النقل الصحيح" ، أو بالاثنين معا .
o أما "العقل الصريح" فهو العملية التي ميز الله بها الإنسان من قدرة على الجمع بين المتفرقات وربط المختلفات والقياس على الأمور . لكن "العقل" وحده لا يقوم ، وإنما يحتاج إلى ما يدله على ما لا يبلغه وحده . فهل من "العقل" أن يترك الخالق المخلوق دون "إرشاد" ؟ وكم من الوقت يلزمنا حتى نصل إلى "العلم" ب"العقل" وحده ؟ وهل تكفي "التجربة والخطأ" لبلوغ "العلم" ؟
o وهنا يأتي دور "النقل الصحيح" . ويأتي على رأس قائمة "النقل الصحيح" كلام الله في كتابه : "القرآن" .
· لماذا القرآن أولا ؟ لأننا ، أمة الإسلام :
o نؤمن أن الله الواحد خالق هذا الكون ، أول بلا ابتداء ، آخر بلا انتهاء .
o نؤمن أن الله لا يزال سميعا ، بصيرا ، عليما ، مقدرا ، مهيمنا .
o نؤمن أن الله خلق الإنسان ، وجعله خليفة في الأرض ، يحكم بأمره .
o نؤمن أن الله لم يترك الإنسان في ضلالة ، بل أنزل له منهج هداية .
o نؤمن أن الله اصطفى من خلقه أناسا ، هم رسل الله إلى خلقه .
o نؤمن أن الله أنزل لهؤلاء الرسل ما يهدون به خلق الله .
o نؤمن أن الله ختم الرسل والرسالات برسالة الإسلام .
o لهذا كله ، ولاعتبارات أخرى ، فإن "المرد" الذي نؤمن به ونرجع إليه ، هو : القرآن أولا .
· ولكن القرآن ... – هنا بعض الشبهات التي اثتر حول القرآن من قبل "أهله" –
o "ثقيل" على النفس !
o "صعب الفهم" ويحتاج إلى متخصصين !!
o ليس "لزماننا" !!!
o ليس "عمليا" !!!!
o لا يحتوي على "العلاج" !!!!!
· وهنا أحيلكم إلى النصوص القرآنية والنبوية وبعض ما ورد عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم حتى هذا العصر فيما قيل في شأن "القرآن" . وهذا موجود في المادة السمعية التي أرسلت إليكم رابطها في رسالتي السابقة .
· أين "رمضان" من كل هذا ؟
o إذا رجعنا إلى ما بدأنا به هذه المادة من مقدمات حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه في آخرها ، فسنجد أن "رمضان" هو ذلك "المختبر" الذي تتم فيه كل "العمليات الحيوية" تالية الذكر :
o "رمضان" هو الشهر الذي "يتوقف" فيه الناس ، وهو الشهر الذي "يقلب الطاولة" على رأس "القصور الذاتي" ف"يتوقف" ولا أقول : "يقف" ؛ فهو شهر "الثورة" على "التبعية التقليدية" ؛ فالقصور الذاتي لمواعيد النوم "يتوقف" ، والقصور الذاتي لمواعيد الطعام "يتوقف" ، والقصور الذاتي لنمط الحياة اليومية الاستهلاكية "يتوقف" ، والقصور الذاتي لطبيعة الناس في عدم تقدير الوقت "يتوقف" ، والقصور الذاتي لانشغال الناس بالجسد "يتوقف" ، وهكذا .
o "رمضان" هو الشهر الذي تتجلى فيه قيمة "الوقت" ، فنرى الناس يحسبون أيامه يوما بيوم بل ساعة بساعة خشية أن ينتهي ولم يأخذوا منه حقهم . ألا ترون الناس إذا فاتهم ورد "الجزء" في يوم استشعروا صعوبة حمل "الجزئين" في اليوم التالي ؟!!!
o "رمضان" هو الشهر الذي تتجلى فيه "الروح" على حساب "الجسد" ، وهذا هو الأصل في خلق وطبيعة ووظيفة هذين "المعطيين" .
o "رمضان" هو شهر "العلم" ، فيكاد يتفرد هو – وموسم الحج – بالحماس الشديد لدى الناس كي "يعلموا" حكم ما يقومون به من أفعال الصيام ؟
o "رمضان" هو شهر "القرآن" ، وبهذا فهو الشهر – الأغلب – الذي يجلس فيه "المخلوق" إلى مائدة "كلام خالقه" ليتعلم منه كيف يمضي على هدى في هذه الحياة .
o "رمضان" هو شهر "النفس" ، فنجد أن الناس يتجرؤون على أن يمسكوا بمصاحفهم في أماكن العمل وفي سياراتهم وفي منازلهم ، ويختلون مع "أنفسهم" بغية أن "ينجزوا" أكبر قدر ممكن من "المشاريع" .
o "رمضان" هو شهر "الطمأنينة" ، وهذا ما شهدته بنفسي عندما كنت أجد أن "العيادة النفسية" تكاد تخلو تماما من المراجعين "المسلمين الصائمين" ، حتى أولئك الذين لديهم مواعيد مسبقا في "رمضان" .
· فماذا بعد هذا كله ؟
o ما الذي أنتظره بعد رمضان ، إذا استطعت أن أحصل على كل هذا :
o التوقف ، واغتنام الوقت ، وإعطاء النفس حقها روحا جسدا ، والعلم ، والقرآن ، والطمأنينة .
o "فبأي حديث بعده يؤمنون" .
· لا تفعلوا في "رمضان" :
o لا تكلفوا أنفسكم فوق وسعها .
o لا تفتحوا على أنفسكم "جبهات" كثيرة .
o لا تضيعو الوقت فيما "تطنون" أن فيه فائدة .
· وعليكم في "رمضان" :
o القرآن : صفحة من القرآن يوميا – أنصح بما تحفظون أولا – ، تقرأ أولا ، ثم يقرأ معاني الكلمات المعجمة ، ثم يقرأ وقت وسبب نزول الآيات ، ثم يقرأ تفسيرها .
o تغيير سلوك معين : فلا أخرج من "رمضان" إلا وقد "غيرت" سلوكا على "علم" .
بلغني الله وإياكم رمضان ، وتقبلنا الله وإياكم فيه ، ورضي عنا وعنكم .
والسلام .
أخوكم
عبدالرحمن ذاكر الهاشمي
فجر السبت الموافق 10/8/2009 .
من مدينة تشارليستون قلب ولاية كارولينا الجنوبية بأمريكا
Note: Please start send me your emails through this email address: hashemi@artoflife.net
ABDULRAHMAN THAKIR ALHASHEMI
( Land Line: +1 (843) 737-6062
) Wireless: +1 (843) 801-5868
@ e-mail: hashemi@artoflife.net
www.Skype.com: ABDULRAHMANTHAKIRALHASHEMI
* 115 Smith Street, Apartment 3
Charleston, South Carolina (SC) 29403-6057
With Windows Live, you can organize, edit, and share your photos.
Attachment(s) from =?windows-1256?Q?MaKeeN_=E3=DC=DC=DF=DC=DC=ED=DC=DC=DC=E4?=
1 of 1 File(s)
__._,_.___
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق