الاثنين، 27 ديسمبر 2010

[ GAZA ] محرقة غزة



بسم الله الرحمن الرحيم

سمير الحجاوي

محرقة غزة.. هي عنوان حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في القطاع قبل عامين، فقد عمدت "إسرائيل" إلى حرق غزة بالفسفور الأبيض وقنابل اليورانيوم المستنفذ وقذائف الدايم "التي تقطع الأحشاء" وأطنان القنابل والمتفجرات والصواريخ الذكية، ما أسفر عن استشهاد 1450 فلسطينياً وجرح 5500 آخرين، وارتكبت مجازر جماعية منها قتل 48 فرداً من عائلة السموني في يوم واحد وقتل 40 طفلاً وامرأة في مدرسة الفاخورة.

قائمة الجرائم الإسرائيلية طويلة وكبيرة فقد دمرت كلياً 4100 منزل وجزئياً 1700 منزل كما دمرت 92 مسجداً و29 مدرسة وجامعة و60 مقراً أمنياً و17 مجمعاً ومبنى حكومياً وجسرين و5 بلديات و4 محطات بنزين و10 خطوط للمياه والمجاري و20 سيارة إسعاف و10 محطات لتوليد الكهرباء و50 كيلومتراً من الطرق و1500 ورشة ومصنع ومحل تجاري.


مما يدل على أن العدوان الإسرائيلي استهدف كل شيء في قطاع غزة، استهدف البشر والشجر والحجر والبنية التحتية والمرافق الاقتصادية والتعليمية والصحية، بما يؤكد أنه كان يستهدف إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل كامل، وهو ما وثقته أول بعثة طبية بريطانية مستقلة وصلت إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب في تقرير قالت فيه: "إن الجيش الإسرائيلي ألقى على قطاع غزة خلال الفترة الممتدة بين 27-12-2008 وحتى 18-1-2009 نحو 1.5 مليون طن من المتفجرات، وذلك على مساحة لا تتجاوز 25 ميلاً طولاً و5 أميال عرضاً، تؤوي ما يزيد على 1.5 مليون إنسان، أي بمعدل طن من المتفجرات للفرد الواحد".


وحسب معطيات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فقد بلغت كثافة الضربات الإسرائيلية في محافظة شمال قطاع غزة أكثر من 26 ضربة/كم2، وفي محافظة غزة 13 ضربة/ كم2، وفي محافظة دير البلح بلغت النسبة 18.4 ضربة/ كم2، أما في محافظة خان يونس فقد بلغت 18 ضربة/ كم2، وفي محافظة رفح كانت النسبة 35 ضربة/ كم2.


ما أورده التقرير البريطاني لا لبس فيه ولا يحتاج إلى تأويل فقد كان نصيب كل فرد في غزة 1000 كيلوغرام من المتفجرات والقنابل، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ف"إسرائيل" كانت تحرق غزة على مرأى من العالم "المتحضر والحر" وتحت سمع وبصر "الإخوة العرب والمسلمين"، الذين تآمر بعضهم على عزة ومنح إسرائيل الضوء الأخضر لاجتثاث "حماس" وتخليص البلاد والعباد منها حتى لو أدى ذلك إلى قتل 1.5 مليون فلسطيني في محاصرين في 365 كيلومتراً مربعاً، وهي مساحة تعادل مساحة بعض الأحياء في مدينة كبرى من مدن العالم.


ليست "إسرائيل" وحدها هي التي حاولت أن تجتث غزة وأهلها، بل إن أطرافاً عربية وفلسطينية شاركت في ذلك، فوثائق ويكليكس كشفت أن مصر وسلطة محمود عباس في رام الله كانت على علم بما ستقوم به، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفيني هددت بمهاجمة غزة من قلب القاهرة ووزير الخارجية الحالي أفيغيدور ليبرمان هدد بكشف تسجيلات لأقطاب سلطة عباس يطلبون فيها من "إسرائيل" عدم وقف الحرب والتخلص من حماس نهائياً مرة واحدة وإلى الأبد.


ما يجري في غزة ليست أوراقاً قديمة نفتحها بل هي ملف مفتوح على مصراعيه، فما زالت "إسرائيل" تحكم حصارها على غزة بمساعدة أطراف عربية ومازالت تقصف القطاع كل يوم وتقتل المزارعين والصيادين والمقاومين الفلسطينيين بلا توقف، ولا يكاد يمر يوم دون أن يستشهد فلسطيني أو أكثر.. إنها حرب مستمرة لدفع الفلسطينيين في غزة للاستسلام بكل الوسائل وهو ما لن يتحقق، فما لم تستطع "إسرائيل" أن تحققه عندما استخدمت ثلث جيشها البري ونصف قواتها الجوية، لن تستطيع أن تحققه بوسائل الاحتيال السياسية المدعومة من أطراف عربية ودولية تحت مسميات "أوراق المصالحة" التي تحولت إلى مشنقة للشعب الفلسطيني.


حماس في غزة وحزب الله في جنوب لبنان غيرا أوراق اللعبة في المنطقة وأعادا رسم خريطة القوة والعناصر الفاعلة، وهي عناصر نجحت إلى حد ما بلجم "جنون القوة الإسرائيلية وعربدتها"، وأعادت الاعتبار إلى حرب العصابات ونظرية "الحرب غير المتكافئة" التي تنتصر فيها المقاومة وعلى اعتي الجيوش في العالم، رغم آلاف الشهداء وانهار الدماء والخسائر الفادح.


لم يستطع الجيش الإسرائيلي الذي استباح لبنان 33 يوماً وغزة 22 يوماً أن يحقق أهدافه فلا حزب الله هزم ولا حماس اقتلعت، وهي بمقاييس الحرب غير المتكافئة هزيمة كبيرة للجيش الإسرائيلي المدجج بأحدث ما في الترسانة الأمريكية من الأسلحة، ورغم هذه الخريطة الجديدة تستمر "إسرائيل" في عدوانها وحصارها لقطاع غزة، وتنشر شبكات الجواسيس في لبنان ومصر وسوريا وربما دولا عربية أخرى، وتقتل محمود المبحوح في دبي وتمد المتمردين في جنوب السودان بالسلاح وتحرض إثيوبيا على قطع المياه عن مصر وتؤلب أمريكا والغرب على شن حرب ضد إيران وتشن حرباً دبلوماسية ضد تركيا.. "إسرائيل" تعتبر نفسها في حرب وجودية مع الجميع في كل الاتجاهات وهي مستعدة دائما لخوض الحروب ودفع حليفتها الأمريكية للحرب دفاعاً عن الأوهام الصهيونية التي لا تنتهي عند حدود حصار غزة وإبادة أهلها.


hijjawis@yahoo.com


صحيفة الشرق القطرية

--
SFI000123 [ Gaza ]  Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/


__._,_.___


--
SFI000123 [   GAZA   ] Group





Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق