وضع الطالب الفلسطيني خالد المدلل (24 عامًا) حدًا للنفوذ الطلابي الغربي في بريطانيا بتحقيقه فوزًا ساحقًا للمرة الثانية على التوالي في انتخابات رئاسة مجلس طلاب جامعة براد فورد البريطانية. ويقول المدلل "في تاريخ بريطانيا أنا أول عربي ينتخب في رئاسة مجلس الجامعة", منوهًا إلى أن هذا شجع الطلبة العرب لترشيح أنفسهم في الانتخابات، "والآن في مجلس الطلبة عربي آخر من دولة ليبيا".
سوبر ماركت ومطعم حلال !!
ولم يقف خالد عند فوزه برئاسة المجلس بل أخذه جسرًا لاختراق الكثير مما كان يعد إلى وقت قريب من المحرمات التي لا يستطيع المسلم الاقتراب منها، لذلك سعى لإنشاء سوبر ماركت حلال يحتوى على أطعمة ووجبات أساسية و مشروبات بدون كحول، إضافةً إلى بناء مطعم للمأكولات الحلال في الجامعة. وتشهد الطالبة الليبية "ياسمين بشون" - تحضر لرسالة دكتوراة في الجامعة - بالإنجاز الذي حققه افتتاح المطعم وما عاد عليها من استفادة، معتبرة أن هذه ميزة للمسلمين لأن الأجانب أصبحوا يحترمون مبادئ وعادات الإسلام. وقالت : " أصبح الإقبال على السوبر ماركت والمطعم من قبل غير المسلمين أيضًا"، مشيرة إلى أن وجود طالب عربي مسلم في مجلس الطلبة يشكل دعمًا معنويًا وماديًا للعرب والمسلمين، لثقتهم بوجود من يمكن عرض المشاكل عليه، وإمكانية مد يد المساعدة. سعى خالد لإنشاء سوبر ماركت حلال يحتوى على أطعمة ووجبات أساسية و مشروبات بدون كحول، إضافةً إلى بناء مطعم للمأكولات الحلال في الجامعة
منع الكحوليات ويسرد المدلل تفاصيل مشروع منع الكحول وتعاطيها بأي شكل من الأشكال في مبنى إدارة الجامعة، وهو المشروع الأول في جامعات بريطانيا. ولفت إلى أنه كان يُخصَص طابقاً كاملاً فيه ملاهٍ ليلية لممارسة النشاطات غير الأخلاقية ومنها تعاطي الكحوليات للتأثير على الطلبة وتخريب الجو النفسي الدراسي بحجة الترفيه عن النفس. وقال: "جعلنا مبنى الإدارة بأكمله خالياً من الكحول, وتم نقل البار إلى قبو تحت الأرض"، مبينًا أن نقله خارج المبنى أو إغلاقه كليًا خارج عن سلطته، وأضاف " إن هذا يقيد الطالب بإتباعه لقوانين الجامعة، وقد ألزمت الإدارة بفرض عقوبات على كل من يخالف التعليمات ويتعاطى الكحول في هذا المبنى". تجدر الإشارة إلى أنه توجد عشر جمعيات عربية, بحيث ينتمي كل طالب عربي إلى الجمعية التي تمثل دولته, ليكونوا هم الوجه الممثل لثقافة بلدهم, مما يتيح الفرصة لاحتكاكهم بالطلبة الآخرين والتعارف وتبادل الثقافات والأديان كنوع من النشاطات الجامعية، فيما يرى بعض الطلبة أن الجمعية تمثل البيت الآخر للطالب العربي يلتقي فيها بجاليته. وتقوم الجمعيات المذكورة بنشاطات مختلفة ومتنوعة, كما تشرف على تنظيم مهرجانات وتقديم فرق دبكة وعروض مسرحية متميزة تستهدف بها العربي في الدول الأوروبية والغربيين على حد سواء. ومن هذه الفعاليات إحياء مناسبات عيدي الفطر والأضحى وإقامة إفطار جماعي تعرض فيه المأكولات العربية، وتتميز الجالية الفلسطينية بنشاطاتها المتمثلة في إحياء التراث الفلسطيني وعرض الأفلام الوثائقية عن القضية الفلسطينية, وكذلك المساهمة في جمع التبرعات لأهالي قطاع غزة في فلسطين.
ترشيح المسلمين ظاهرة !! وكما هو معروف أن المشاركة في انتخابات مجالس الطلبة كانت مقتصرة في السابق على الطلبة الأجانب ويمنع الطلبة المسلمون من ترشيح أنفسهم، أما الآن فقد أصبحت مشاركتهم ظاهرة منتشرة، وفق المدلل. وأوضح أن الطالب الأوروبي أصبح أكثر تقبلا لوجود طالب مسلم كجزء من المجتمع والثقافة والدين وبالتالي التعامل معه باحترام, وعدم تجاهل أي من حقوقه لأنهم يعيشون في البيئة نفسها ويقدمون لبلادهم خدمات كما يفعل المواطن تمامًا. مساهمة العرب في الانتخابات يراها الناس بشكل ضعيف نوعًا ما بسبب الإعلام الغربي الذي يبرز صورة سيئة وهشة غير موثوق فيها المدلل وبينت رقية - طالبة سعودية في جامعة بريطانية - أن التمييز العنصري ما زال قائمًا ولكن المسلم فرض نفسه للمشاركة في المجتمع، "لأن الغرب علمنا نحن العرب, أن نعطي مجتمعاتهم ونعمل لأجلها, و نحن لن نفقد هويتنا العربية مهما قدمنا للغرب لأننا مسلمون", منوهة إلى أن الدين الإسلامي هو دين التعامل مع الآخرين و ما يفعلونه إرضاء لله فقط وليس ولاء للغرب. وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها المدلل، إلا أنه لقي تعارضًا متطرفًا وجهات معارضة لأفكاره.. والسبب أنها تعاكس وجهات نظرهم وعاداتهم، ووصفهم بـ"المعاديين للإسلام والمسلمين". وأضاف " لكل نجاح ثمن .. والثمن هو أننا واجهنا مثل هذه المعارضة من قبل الحزب الوطني البريطاني والذي مازال يشن حملات معادية". إعلام مضلل وأكد المدلل على ضرورة المشاركة في الانتخابات, وقال :" إن هناك محاولة من قبل الطلاب ولكن مازالت هناك مخاوف قائمة على عدم المشاركة والمخاوف تزيد عند مواجهة العقوبات". وأشار إلى أن مساهمة العرب في الانتخابات يراها الناس بشكل ضعيف نوعًا ما بسبب الإعلام الغربي الذي يبرز صورة سيئة وهشة غير موثوق فيها، "وهناك من لم يستطع مواجهة المجتمع" على حد قوله. وأنجز المدلل عددًا من المشاركات التي حققت تواصلاً واتصالاً مع الجامعة الإسلامية بغزة, وذلك بهدف التعرف على القضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني ولقي إقبالا من الطلاب الأجانب للحديث مع الطلاب الفلسطينيين عبر الفيديوكونفرنس وتقديم المحاضرات حول مجالات علمية متنوعة تفيد الطلبة في قطاع غزة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق