الأربعاء، 17 فبراير 2010

[ GAZA ] ÓíÝß íÇ ãÈÍæÍ áã íÒá ãÇÖíÇ!





سيفك يا مبحوح لم يزل ماضيا!

 

بقلم: أبوأيوب الغزي 18/2/2010

كاتب فلسطيني من هولندا

إن من معالم الحياة التي يحياها الكائن الحي القدرة على الفعل والتأثير، وكم من حي على وجه البسيطة ليس له من دلائل الحياة سوى تلك التفاعلات البيولوجية من تنفس وتناسل واغتذاء وأشياء أخرى، وفي المقابل كم من ميت واراه الثرى، وغاب عن الورى، إلا أن قدرته على الفعل والتاثير بل وإحداث التغيير فائقة، ومتجذرة، ولعل شهيدنا المبحوح هو مثال حي على هذا النوع من البشر، فبالإضافة إلى وعد الله الحق للشهداء بتلك الحياة المتيقنة، وذلك الرزق الكريم، عند رب العزة في قوله تعالى {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران:169، فإن هناك تأثيرا وحياة من نوع آخر حازها شهيدنا المبحوح!

لم تكد تمض ثلاثون يوما على ارتقاء المبحوح إلى ربه مشتاقا ومشتاقا إليه، إلا وبدأنا نلمس ذلك الأثر العجيب لتلك الشهادة، حتى لكأنه قد ترك من خلفه قنبلة موقوتة تفتك بقاتليه، وتفضح جلادية، وتهز كيانهم. لقد تبين حتى هذه اللحظة أن فارسنا قد أصابهم في سبعة مقاتل قبل أن يترجل، ولعل الأيام القادمة تكشف لنا المزيد من هذه المقاتل:

المقتل الأول ويتمثل في ذلك الخطر الأمني الداهم على حياة الذين افتضحت صورهم من قتلة مأجورين، أو ممن انتحل القتلة شخصياتهم، حيث أن المقاومة هنا لا تفرق كثيرا بين القاتل أو من انتحلت شخصيته، فكلاهما في عرفها معتد وجان ومغتصب للأرض.

المقتل الثاني ويعبر عنه الانعدام المتزايد للثقة بين ما يُسمى بالشعب الإسرائيلي وقيادته المستهترة بحياته، التي لا تتورع عن الزج به في أتون محارق "هولكوست" وهمية أو حقيقية، فما كان هم ذلك السبعيني المتهالك "داجان" والذي يرأس "الموساد" حاليا إلا أن يصنع مجدا شخصيا ملطخا بالدماء يختم به حياته، فإذا به يصنع تابوتا يضمه، ويطالبه شعبه بالاستقالة الفورية من منصبه. 

المقتل الثالث وهو ذلك الانكشاف الفاضح لجهاز "الموساد" أمام عشرات الكاميرات، فقد مارس عملاؤه جريمتهم بطريقة "الكومبارس" أو الهواة الأغرار، فحتى نجوم التمثيل من الدرجة الثالثة في أفلام السبعينيات كانوا يقومون بحجب الكاميرات أو خداعها بصور ثابتة عند قيامهم بمشاهد ارتكاب الجريمة! نعم لقد انتهى ذلك العهد الذي تقيد فيه جرائم "الموساد" ضد مجهول!

المقتل الرابع وهو مقتل خاص بعملاء الاحتلال وأذنابه الرطبة "ولا تسألوني لماذا رطبة؟" وهنا يدور جدل غريب حول هوية العميلين الفلسطينيين الذين ألقت شرطة دبي القبض عليهما، فالكل يعلم من الذي ينسق أمنيا، ويلتزم بالإتفاقات من جانب واحد، ويرعى العملاء، ويعتقل المقاومين، ويعذب زوجاتهم وبناتهم، ويعيد المغتصبين إلى مغتصباتهم، ويعشعش فيه الفساد الأخلاقي والأمني والمالي، أبعد هذا كله نحتار في هوية من قاد القتلة إلى المبحوح؟

المقتل الخامس وهو مقتل خطير، تمثل في ردة الفعل الأوروبية الشعبية والبرلمانية والحكومية المبكرة على تلك الفضيحة، ففي مشهد قليل الحدوث في بريطانيا طالب فيه مجموعة من البرلمانيين حكومتهم بطرد السفير الإسرائيلي إذا لم يقم بتقديم إجابات مقنعة حول استخدام عملاءه لجوازات سفر بريطانية لتسهيل ارتكاب جريمتهم في دبي، وما يمثله ذلك من خطر على الرعايا البريطانيين في كل مكان، والعجيب في الأمر أن رد وزارة الخارجية البريطانية كان سريعا، ولم يتأخر حيث قامت باستدعاء السفير الإسرائيلي لاستجوابه بهذا الشأن، وهنا أقول "بُشراك يا "إسرائيل"، حبل الناس بدأ بالانقطاع!".

المقتل السادس وهو خاص بتلك الدول العربية التي كانت لا تزال تقدم رجلا وتؤخر أخرى للدخول في جحر "التطبيع" المظلم، فها قد انكشف أمر "إسرائيل"، فهي لا تحترم سيادة أحد، ولا تقدر أي بادرة إيجابية من أي جهة كانت، وتتعامل بعنجهية واستعلاء مع دولنا العربية وكأنها "جمهوريات موز" مستباحة، وتسخر من إنجازات هذه الدول الإقتصادية والعمرانية بل وتحسدها عليها حسدا شديدا، حتى أنهم قد حاولوا السخرية من إنجاز دبي الأمني حينما تسائلت "معاريف" بعنوانها العريض "هل تعرفتم عليهم؟" ولكن لم يلبث هذا الاستهزاء إلا أن تحول إلى "لطم" داخلي عندهم يدعو إلى السخرية!

المقتل السابع وهو مقتل مباشرلهذا الكيان المجرم، لقد أظهرت طبيعة المجريات لتلك الجريمة وتفاصيلها شخصية عظيمة فريدة من نوعها هي شخصية المبحوح، وروجت - دون قصد بالطبع - ترويجا فعالا لبطولتها وأهميتها وقوة الحركة التي ينتمي إليها هذا البطل. هذا "التسويق" الرباني لهذا النموذج  الفريد ما كان لأقوى أفلام "هوليوود" أن يقوم به ويحققه في وجدان شعوبنا العربية والإسلامية، وإليكم الدليل:

عند البحث في محرك البحث "ياهو" عن كلمة "آفاتار" وهو عنوان لأحدث فيلم أمريكي حطم جميع الأرقام القياسية السابقة سواءً من ناحية المشاهدة أو الأرباح المالية فإننا نجد أن عدد نتائج البحث هو"709000" سبعمائة وتسعة آلاف نتيجة، وإليكم صورة ملتقطة عن ذلك:

بينما عندما نبحث عن كلمة "المبحوح" في نفس محرك البحث نجد مفاجأة عجيبة، إذ أن رقم نتائج البحث يصل إلى(2660000) مليونان وستمائة وستون ألف نتيجة!! وإليكم الصورة الملتقطة:

وهنا يحق لي أن أطرح بعض التساؤلات البريئة: كم هو عدد الأطفال والشباب يا ترى الذين اتخذوا قرارهم بأن تكون قدوتهم يا مبحوح؟ وكم هو عدد المجاهدين الذين عزموا على الانتقام لدماءك الطاهرة؟ وأين هم يا ترى؟ وكم هو عدد الأصوات التي ارتفع بها رصيدك الشعبي يا "حماس"؟ وما هو حجم العار الذي لا يزال يلحق بكل من يقف في وجه مقاومتك؟ وما هو مقدار القلق الذي يعصف بالصهاينة في هذه اللحظات؟ وما هو حجم الإنفاق الهائل الذي أقروه مؤخرا لتغطية الموازنات الأمنية والحراسات وربما عمليات التجميل التي سيلجأ إليها عملاؤهم المفضوحون؟

نعم، لقد اعترف الصهاينة بخسارتهم عندما أقروا مؤخرا بأنهم قد نجحوا "تكتيكيا" وفشلوا "استراتيجيا"! وبلا شك فإن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، ولا يعلم إلا الله وحده مدى الأذى الذي لحق وسيلحق بالصهاينة جراء تلك المقاتل السبعة التي أودعهم إياها بطلنا الشهيد، ولا يعلم إلا هو سبحانه مدى العمق الذي ستصل إليه ضربات الشهيد النجلاء في قلب هذا الكيان الأسود!

لله درك يا مبحوح، قاتلتهم وقتلتهم حيا، وقاتلتهم وقتلتهم شهيدا، ولم يزل سيفك ماضيا!



--
SFI000123 [Gaza] Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/



__._,_.___


--
SFI000123 [   GAZA   ] Group
للإشتراك بالمجموعة أرسل رسالة فارغة لل'يميل التالي
sfi000123-subscribe@yahoogroups.com
أو أدخل للصفحة
http://tech.groups.yahoo.com/group/sfi000123/




Your email settings: Individual Email|Traditional
Change settings via the Web (Yahoo! ID required)
Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest | Switch to Fully Featured
Visit Your Group | Yahoo! Groups Terms of Use | Unsubscribe

__,_._,___

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق